رفضت واشنطن المطالب الصينية بتبني عملة دولية موحدة تقاس على أساسها الاحتياطات النقدية لدول العالم، تحلُّ تدريجيًّا محلَّ الدولار الأمريكي المتراجعة قيمته بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية التي انطلقت من الولاياتالمتحدة في سبتمبر الماضي بعد انهيار مصرف ليمان برازرز الأمريكي. وأيَّد المصرف المركزي الصيني مطالب روسية قبيل قمة مجموعة العشرين الاقتصادية المقررة في أبريل المقبل بالعاصمة البريطانية لندن باستبدال الدولار الأمريكي كعملة أساسية للاقتصاد العالمي منذ ترتيبات بريتون وودز في العام 1949م، وترى موسكو أنَّ اعتماد هذا الخيار يضمن استقرارًا أكبر أثناء الأزمات الاقتصادية. ونقلت وكالات الأنباء عن وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (المصرف المركزي) بن برنانكي في جلسة استماع بالكونجرس الأمريكي في وقتٍ متأخرٍ من مساء أول أمس الثلاثاء أنَّهما عارضا الفكرة التي طرحها رئيس المصرف المركزي الصيني جو جياوتشوان في وقت سابقٍ الثلاثاء. وتبدي الصين مخاوف على مصير تريليون دولار من احتياطياتها بالدولار الأمريكي المتراجع، وسط أسوأ ركودٍ اقتصاديٍّ عالميٍّ منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى طمأنة بكين على احتياطياتها النقدية الموجودة في المصارف الأمريكية، وتملك الصين إجمالاً ما قيمته 95,1 تريليون دولار كاحتياطي نقدي هو الأكبر في العالم. وتعتمد الصين على نظام النقد الدولاري الأمريكي؛ ما أثار مخاوفها إزاء الأضرار التي ستلحقها سياسات الولاياتالمتحدة للحفز الاقتصادي بالاحتياطي الضخم من الأصول الدولارية الموجودة لدى الحكومة الفيدرالية الأمريكية، والتي زاد مجموعها إلى الآن عن 5,1 تريليون دولار جرى ضخها في الاقتصاد الأمريكي لانتشاله من أزمته.