شدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على أن الخصوصية المغربية تحققت بفضل تلاحم علماء المغرب مع إمارة المؤمنين والتزامهما بالحرص على مذهب السنة والجماعة والمتمسك دون أي خلط أو شائبة بالمذهب المالكي، مؤكدا على أن أعمال العلماء تستمد أهميتها الكبرى من كونها تجري ضمن إطار مذهبي واضح عقيدة ومذهبا وسلوكا روحيا، في وعي تام من لدن العلماء بما ينبغي عمله داخل هذا الإطار. ويرى متتبعون للشأن الديني أن في خطاب وزير الأوقاف الذي قدمه بين يدي الملك محمد السادس خلال الحفل الديني الذي ترأسه بمناسبة إحياء ليلة المولد النبوي الشريف مساء يوم الإثنين بمسجد حسان بالرباط، في هذا الخطاب، إشارة وتلميحا إلى التطورات الأخيرة التي حصلت في ملف العلاقات المغربية الإيرانية، والتي انتهت بالقطيعة بعد تصريحات نارية بين البلدين، اتهم فيها المغرب السفارة الإيرانية في الرباط بنشر التشيع وزعزعة عقيدة المغاربة، لينهي بذلك مسار علاقة وصفها بعض المتتبعين بـالهشة منذ بدايتها، ويأتي خطاب وزير الأوقاف ليؤكد على حرص المغرب المستمر وتجنده الدائم لحماية الخصوصية المغربية والعقيدة المذهبية للمغاربة المتمثلة في المذهب المالكي والعقيدة الاشعرية والتصوف الجنيدي. هذا وعرض التوفيق خلال الحفل حصيلة عمل المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، إذ أشار إلى التقدم الذي حصل في ثلاث مجالات وهي تلك المتعلقة بتأهيل الأئمة، والأحوال المادية لهم، والإعلام الديني، مضيفا أنه ماعدا هذه الميادين، فقد تمثل اشتغال العلماء والعالمات في عشرات الآلاف من وجوه التدخل في سائر ميادين التوجيه والإرشاد والتأطير. هذا وشهد حفل إحياء ذكرى المولد النبوي حضور رؤساء وأعضاء المجالس العلمية المحلية الذين تم تعيينهم مؤخرا استجابة للخطاب الملكي في تطوان، الذي دعا فيه إلى إحداث مجلس علمي في كل عمالة أو إقليم، وعلمت التجديد أن تنصيب هؤلاء رسميا تم تأجيله؛ على أن يتم ذلك على صعيد كل عمالة أو إقليم بحضور العامل ووزير الأوقاف أو ممثل عنه، ورئيس المجلس العلمي الأعلى أو ممثل عنه، هذا وأكدت مصادر مقربة لـالتجديد أنه تم الحسم نهائيا في لائحة أعضاء المجالس العلمية المحلية الجديدة؛ فيما لم يتم بعد توفير جميع المقرات الخاصة بهذه المجالس. ومن ثم فإن بداية عمل هذه الأخيرة وتسلمها لآليات الاشتغال والملفات لن يتم إلا في غضون الشهرين المقبلين. وبذات المناسبة؛ سلم جلالة الملك جائزة محمد السادس التنويهية التكريمية للفكر والدراسات الإسلامية للأستاذ العلامة عبد الله ولد الشيخ المحفوظ ولد بيه من الجمهورية الاسلامية الموريتانية؛ مكافأة له على ما قدمه من بحوث ودراسات وخدمات علمية في مجال العلوم الإنسانية. في حين تم الاحتفاظ بجائزة محمد السادس للدراسات الإسلامية لعدم اقتناع اللجنة المكلفة بالجائزة بالبحوث المشاركة فيها برسم هذه الدورة. كما سلم الملك جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل والتفسير لعبد الرحيم بيضون وتبلغ قيمتها 50 ألف درهم مغربي، وتسلمت هاجر بوساق جائزة محمد السادس الدولية في تجويد القرآن مع حفظ خمسة أحزاب وتبلغ قيمتها 30 ألف درهم مغربي. إضافة إلى جائزة محمد السادس التكريمية لفن الخط المغربي التي تسلمها الأستاذ محمد قرماد، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الخط المغربي التي تسلمها الأستاذ مصطفى فلوح.