بالرغم من العلاقات المتوترة سياسيا بين بلدانها، اجتمع بداية الأسبوع الجاري قادة الأمنيين في دول المغرب العربي بالعاصمة الموريتانية نواكشوط لبحث الأوضاع الأمنية في المنطقة، وبلورة استراتيجية أمنية مشتركة لمواجهة مخاطر الإرهاب والمخدرات والمتاجرة في السلاح، خاصة في منطقة الصحراء الكبرى. وبينما أعلنت وكالة الأنباء المستقلة الأخبار الموريتانية عن أسماء الوفد الموريتاني، بينهم محمد ولد عبد العزيز قائد الانقلاب العسكري، يسود تعتيم كبير على أسماء باقي الوفود المغاربية، ويرجح أن يكون ترأس الوفد المغربي ياسين المنصوري رئيس الاستخبارات العسكرية المغربي على رأس وفد مغربي هام. إلى جانب القادة الأمنيين في كل من الجزائر وتونس وليبيا، ونقلت الوكالة أن القادة الأمنيين المغاربيين تدارسوا مشروع خطة عمل مشتركة بين الأجهزة الأمنية في البلدان الخمسة؛ لمواجهة أبرز المشكلات الأمنية في المنطقة، والتي تأتي الجماعات الإرهابية المسلحة في مقدمتها، خصوصا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي كثف في السنوات الأخيرة هجماته، خاصة في كل من الجزائر وموريتانيا. كما يسعى المسؤولون الأمنيون لمناقشة سبل التصدي لظاهرة تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الصحراء الكبرى، ونشاطات شبكات التهريب التي تعمل بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة. ويعتبر الخبراء الأمنيون أن المنطقة الصحراوية الواقعة على الحدود بين موريتانيا ومالي والجزائر وليبيا والنيجر؛ أكبر بؤرة لتنامي نشاطات المجموعات المسلحة وشبكات التهريب في المنطقة، حيث يسيطر تنظيم القاعدة على أجزاء كبيرة من تلك المنطقة الصحراوية، بينما تتحرك عصابات التهريب والجريمة المنظمة هناك بحرية مطلقة.