نظم مكتب منطقة مراكش لحركة التوحيد والإصلاح يوم الجمعة الماضية حفل تأبين مؤثر للفقيدة أمينة الزريعي عضو الحركة التي وافتها المنية يوم الأربعاء الماضي بعد سكتة قلبية إثر عملية جراحية بسيطة، ووري جثمانها الثرى يوم الخميس في جنازة مهيبة. وحضر الحفل عدد كبير من أعضاء الحركة بالمدينة والنواحي وعدد من المتعاطفين معها، وألقيت خلاله كلمات في مصيبة الموت وفي التذكير بالآخرة وشهادات في حق الفقيدة التي أجمع الكل على أنها كرست حياتها للدعوة في سبيل الله ومساعدة الآخرين؛ خاصة أنها كانت تعمل ممرضة. ومما فوجئ به أخوها الوحيد الذي يقطن بالدار البيضاء، حسب شهادته أمام الجمع، عدد القصص والحكايات التي كان يسردها كل من أتى لتعزيته فيها، مضيفا أنه بعد موتها اكتشف جانبا آخر أكثر إشراقا وأكثر عطاء من حياة أخته التي عايشها مدة طويلة. وقال عبد الرحيم المجذوبي رئيس مكتب المنطقة في شهادته أن الفقيدة، وبالرغم من التزاماتها الكثيرة في العمل والبيت، كانت تقتطع جزء من وقتها للعمل في سبيل الله، ولم تكن تتأفف من المهام التي كان يكلفها بها أخواتها، مضيفا، أنه قبل يومين من وفاتها قدمت ما كان لديها من مال للحركة، كما أشار أنه في آخر لقاء مع أخواتها قالت لهن إن عطلتها المرضية ستخصصها للدعوة في سبيل الله في بيتها. وفي شهادة مؤثرة أبكت الكثيرين قال زوجها حسن بابوي، إن الفقيدة لم تكن ترد أي زائر كان يريد مساعدة طبية بالليل أو النهار، وذكر أن بعض جيرانها يفكرون في مغادرة الحي بعد موتها، مضيفا لقد فقدتها حسنة الدنيا، وأرجو أن يكرمها الله بالجنة، ويسكنها فسيح الجنان، مشيرا أنها كانت تعمل الخير لإسعاد من حولها في بيتها وعملها وجيرانها. ومن جهته، قال محمد العربي بلقايد القيادي في الحركة في المدينة إن الزريعي جاهدت في الله حق الجهاد لمدة 30 سنة عرفها فيها من دون أن يعتريها خلال هذه العقود الثلاثة أي فتور، وأضاف أن الدليل على حسن سيرتها هو الكم الكبير للحضور خلال هذا التأبين، حيث تمنى المجتمعون لو تكون جنازتهم مثل جنازتها. وأشار المتحدث نفسه، أنها كانت تحب الخير للناس، فقد كانت تكرم الفقراء وعابري السبيل؛ خاصة من الطلبة الأفارقة، وأضاف أن في عهد المخيمات التي كانت تنظمها الحركة في الشاطئ، كانت تكرس كل وقتها لمعالجة وإسعاف المصطافين، كما أنها كانت نموذجا للعطاء بدون ملل ولا كلل.