وضعت حركة المقاومة الإسلامية حماس النقاط على الحروف في مواقفها من ملفات: المصالحة الوطنية، وتبادل الأسرى، والتهدئة، مؤكدة حرصها على الحوار الداخلي لرأب الصدع في الساحة الفلسطينية، رافضةً محاولات الكيان الصهيوني الربط بين عملية التهدئة والإفراج عن الجندي الصهيوني جلعاد شاليط. وأكدت الحركة في بيانٍ لها، أنها تؤمن بأن الحوار الجاد والحقيقي هو السبيل الوحيد لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية، وأنها لم تكن يوما ضد الحوار، وإنما كانت تطالب دائما بوضع أرضية صلبة يقف الحوار عليها، بحيث يحقق أهدافه بما يخدم المشروع الوطني. وأشار البيان إلى أن اللقاءات التي جرت مع أعضاء حركة فتح تأتي في سياق التمهيد للحوار الوطني الشامل، ومن أجل تهيئة الأجواء لانطلاقه. وشددت حماس على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين من أبناء حماس في سجون السلطة بالضفة الغربية كخطوة لانطلاق الحوار، قائلة: يمثل الإفراج عن المعتقلين في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية خطوة ضرورية لانعقاد الحوار ونجاحه، إذ لا يعقل أن يتم الحوار في ظل المناخ السائد في الضفة الغربية، حيث يتواصل اعتقال أبناء حماس وفصائل المقاومة الذين زاد عددهم عن 600 معتقل حتى الآن، وتحولت سجون الوقائي والمخابرات العامة إلى مسالخ للتعذيب، أدت إلى استشهاد اثنين من أبناء حركة حماس: مجد البرغوثي، ومحمد الحاج، إضافةً إلى إصابة العشرات بإعاقات وحالات حرجة. وحول عملية تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني، أشار البيان إلى أن نجاح فصائل المقاومة الفلسطينية في أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ونجاحها في الاحتفاظ به منذ عامين وثمانية شهور -بفضل الله تعالى- يشكل إنجازا كبيرا لا ينبغي التفريط فيه، لافتا إلى أن عملية الأسر تستهدف إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني. وأكد البيان تمسك الحركة بما قدمته وعدم تنازلها عن الأسماء التي وضعت، وخصوصا الإخوة المحكوم عليهم بأحكام مؤبدة وعالية، مجددة رفضها التام أي ربط لعملية التبادل بـاتفاق التهدئة، أو فتح المعابر وكسر الحصار، وتابع البيان: أي مفاوضات جديدة حول تبادل الأسرى ينبغي أن تبدأ من النقطة التي تم الوصول إليها، لا العودة إلى نقطة الصفر. وحول ملف التهدئة مع الكيان الصهيوني، أكدت حماس استعدادها للتجاوب مع الجهود الرامية إلى إنجاح اتفاق التهدئة، ولكن ليس بأي ثمن. وقال البيان: إن استعداد حماس للتجاوب مع الجهود الرامية إلى الوصول إلى اتفاق تهدئة ينطلق من رغبتها في إتاحة الفرصة لشعبنا وأهلنا في القطاع لالتقاط الأنفاس، وتضميد الجراح، وإعادة الإعمار، وكسر الحصار، وإن هذا التوجه تم بالتشاور مع القوى والفصائل الفلسطينية، وحظي بإجماع وطني فلسطيني. أما عن شروط حماس وفصائل المقاومة لإبرام اتفاقية التهدئة، فأكد البيان أن الاستعداد للتوقيع على اتفاق التهدئة لا يعني أن يتم ذلك بأي ثمن، فقد تم التوافق عليها وطنيا، وأوضح أن هذا الثمن يتمثل في أن تكون التهدئة محددة ومؤقتة زمنيا لا مفتوحةً، وأن تتزامن مع إنهاء الحصار وفتح المعابر. وقد أعلنت حركة حماس أنها تلقت دعوة رسمية من جمهورية مصر العربية إلى المشاركة في جلسات الحوار الوطني في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، مؤكدة حرصها على إنجاحه، لما فيه من مصلحة وطنية فلسطينية.