الحق العدوان الإسرائيلي الكثيف على غزة والذي استمر 22 يوما وخلف أكثر من 6 آلاف شهيد وجريح غالبيتهم من الاطفال والنساء والشيوخ، اضرارا عميقة بصورة الكيان الصهيوني خاصة لدى الرأي العام في الدول الغربية المعروفة بمساندة الاطماع الصهيونية في فلسطين والوطن العربي. إسرائيل ولوبياتها تبذل هذه الايام كل جهد ممكن في محاولة لإصلاح الضرر، ولتشويه المقاومة الفلسطينية وذلك بإعادة الاسطوانة المشروخة عن معاداة السامية. في هذا الاطار ادعى مشاركون في مؤتمر دولي عما يسمى معاداة السامية يوم الثلاثاء، ان الهجوم الاسرائيلي على غزة والركود الاقتصادي العالمي حفزا على زيادة الهجمات البدنية والشفوية على اليهود في انحاء العالم. وقال ابراهام فوكسمان مدير رابطة مناهضة تشويه السمعة -وهي جماعة امريكية تعمل تحت شعار الدفاع عن الحقوق المدنية- وتشكل جزء من لوبيات الضغط الصهيونية في الولاياتالمتحدة، في الاسابيع الستة الماضية شهدنا تفجر الانشطة والسلوكيات المعادية للسامية الذي أصفه بانه اصبح وباء وذلك نتيجة لحرب غزة والازمة الاقتصادية اللذين يلقى اللوم فيهما على اليهود. وقال لرويترز خلال مؤتمر في لندن عما يسمى معاداة السامية حضره 125 مشرعا من 40 دولة لم نر منذ الحرب العالمية الثانية مثل هذا العدد الكبير من الهجمات على اليهود والمؤسسات اليهودية والمعابد اليهودية. وادعى مارك مالوش براون الوزير بوزارة الخارجية البريطانية انه حدثت زيادة حادة في الحوادث المناهضة لليهود في بريطانيا واماكن اخرى من اوروبا بعد حرب غزة. واعلنت عدة دول عن حدوث زيادة في الانشطة المعادية لليهود خلال عدوان اسرائيل الكثيف على غزة التي وانتهى بهدنة هشة في 18 من يناير مع حركة المقاومة الاسلامية حماس. وسجل الاتحاد الرئيسي للجمعيات اليهودية في فرنسا اكثر من مئة هجوم في يناير صعودا من 20 الى 25 هجوما في الشهر في العامين السابقين. وقالت جماعة خيرية تحمي الطائفة اليهودية الاسبوع الماضي انها سجلت نحو 250 حادثا مناهضا لليهود في بريطانيا في الاربعة الاسابيع بعد بدء المعارك في غزة مقارنة مع 541 حادثا خلال العام الماضي كله. واظهر مسح استقصائي لما يسمى رابطة مناهضة تشويه السمعة ان المعتقدات عن نفوذ اليهود في عالم الاعمال مازالت قوية في اوروبا. وأظهر المسح الذي شارك فيه 3500 شخص في النمسا وفرنسا والمجر وبولندا والمانيا واسبانيا وبريطانيا ان 31 في المائة القوا اللوم على اليهود في صناعة المال في الازمة الاقتصادية العالمية. وقال ديفيد هاريس المدير التنفيذي للجنة الامريكية اليهودية وهي جماعة ضغط لرويترز ان زيادة ما سماه المشاعر المعادية للسامية تأتي على خلفية الازمة الاقتصادية التي تزيد الامر سوءا باتهام اليهود بجرائم اقتصادية شنيعة.