قال الدكتور الأغضف الغوتي إن الوفد الطبي ـ الذي غادر المغرب الأحد الماضي، ومن المنتظر أن يكون قد دخل قطاع غزة عبر معبر رفح ـ يقوم بهذه الزيارة ترجمة لمظاهر التضامن التي أبان عنها الشعب المغربي إلى أرض الواقع، وترجمة كذلك للواجب الإنساني المتمثل في تقديم الغوث ومعالجة المرضى وتقديم الإعانات، وتخفيف الآلام عن أبناء الشعب الغزاوي. مضيفا في تصريح لـالتجديد من معبر رفح، أنه كان من المفروض أن يضم الوفد المغربي 34 من الكوادر الطبية، إلا أن مستجدات حصلت في آخر لحظة، قلصت العدد إلى 19 كادرا طبيا، رحل إلى غزة أول أمس حاملا بعض الأدوية والوسائل الطبية المستعجلة، على أن يلتحق باقي الوفد أمس الإثنين. وفي السياق ذاته، حذر خالد السفياني منسق مجموعة العمل من أجل العراق وفلسطين، من مغبة ما أسماه الخطة الصهيونية من أجل عرقلة إعمار غزة، كي تكون إسرائيل هي الرابح الأول والأخير من العملية، وذلك رغبة منها في أن تنتزع النصر الذي فشلت فيه عن طريق الحرب، بفرض إملاءاتها وشروطها على المنتظم الدولي من أجل إعادة إعمار غزة. وهو الأمر الذي اعتبره كريم جنان منسق اللجنة المغربية من أجل مساندة العراق وفلسطين في تصريح لـ التجديد دافعا للمهندسين المغاربة الذين سيشاركون في إعادة إعمار غزة من أجل كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على إعادة الإعمار ورفض كل الضغوطات والإملاءات الصهيونية على المهندسين. كما أكد جنان خلال الندوة الصحفية التي نظمتها اللجنة المغربية للمهندسين لمساندة العراق وفلسطين أمس، أن الوفد المغربي المتكون من 5 مهندسين يسعى إلى تحقيق هدف سياسي أول يتمثل في اجتياز معبر رفح، والتأكيد على أنه معبر لكل العرب على اختلاف شرائحهم، إضافة إلى البرهنة على أن الوفد المغربي مستعد لإعادة إعمار غزة وتحديه للضغوطات الدولية والإسرائلية حول إعادة الإعمار، كما اعتبر جنان أن زيارة خمسة مهندسين تعتبر خطوة أولى من أجل التنسيق مع الفلسطينيين وإتحاد المهندسين العرب من أجل إرسال بعثات هندسية أخرى في المستقبل القريب، نظرا لما تشكله إعادة الإعمار من ضرورة ملحة لإنقاذ أهل غزة المشردين حسب قوله. إلى ذلك، لم تمنع الأجواء المتقلبة والممطرة جمهور مدينة مراكش من الحضور إلى مدرج الهواء الطلق بالمسرح الملكي لحضور فعاليات مهرجان الصمود والانتصار الذي نظمه حزب العدالة والتنمية أول أمس الأحد 1 فبراير، ومن اللحظات المعبرة في المهرجان والتي أبكت الكثيرين اتصال عبر الهاتف لجميلة الشنطي عضو المجلس التشريعي، التي أشارت أن احتفال المراكشيين بانتصار المقاومة في غزة هو احتفال يعتز به الغزاويون، مشيرة إلى أن العدو الصهيوني جاء إلى غزة من أجل ثلاث أهداف رئيسية، هي إيقاف الصواريخ، والقضاء على حكومة حماس، وأخذ الأسير شاليط، لكن هذه الأهداف تكسرت على صخرة المقاومة، بفضل الله أولا، وبصمود أبناء غزة الأشاوس الذين صنعوا النصر. ومن جهته، أكد الدكتور سعد الدين العثماني إن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض والإنسان، مشيرا أن طرق التسوية لم تأت للشعب الفلسطيني بأي خير، بل إن الصهاينة حاصروا الرئيس ياسر عرفات نفسه وهو الذي قاد خيار المفاوضات، إلى أن مات مسموما. كما أشار أحمد المتصدق تحت تصفيقات دامت طويلا، إلى أن مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، هو خيار استراتيجي لحرب العدالة والتنمية، الذي لن يسكت عن أي صهيوني تطأ قدمه مدينة مراكش. وقال عبد الإله المنصوري أن ملحمة غزة أثبتت أن خيار المقاومة استطاع أن يضمن لنا مكانا تحت الشمس في هذا العالم، على خلاف ما تدعيه قلة مهزومة، وذلك بتحرير الأرض والأسرى، كما جعل غزة عنوانا للصمود أمام العدوان الصهيوني والتخاذل العربي. من جهته رسم مسرور المراكشي البسمة في وجه الحضور، عندما مثل بجدارة انسحاب اردوغان من مؤتمر دافوس بكل عزة، كما قدمت لوحات تعكس صمود الطفل الفلسطيني. وبقي الجمهور صامدا حتى نهاية المهرجان الذي ختم بدعاء مسجل من رئيس إسماعيل هنية يدعو الله أن ينصر المقاومة ويدعو للمسلمين والمقاومين بالتباث. الأجواء ذاتها عاشتها يوم الأحد 1 فبراير 2009 مدينة فاس، فرغم سوء أحوال الطقس، خرج فاعلون سياسيون وجمعويون ومواطنون من مختلف الأعمار، في مسيرة للتضامن مع أهل غزة، والتنديد بالأعمال الهمجية التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع. ورفع المتظاهرون الذين كانوا يحملون الأعلام المغربية والفلسطينية، في هاته المسيرة التي جابت الشوارع الرئيسية للمدينة الجديدة لافتات كتب عليها كلنا فلسطينيون وغزة رمز العزة وأوقفوا تجويع الفلسطينيين.. وعلى بعد بضعة أمتار من المسيرة التي انطلقت بالقرب من ملعب الحسن الثاني، كان المحامون ببذلاتهم السوداء يرددون شعارات تدين الصمت الدولي وتدعو إلى تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام العدالة الدولية. وبالدار البيضاء، أطلق مجلس مقاطعة الحي المحمدي في دورته العادية لشهر يناير المنعقدة أخيرا اسم غزة على المدار القريب من ثانوية مصطفى المعاني المجاور لمؤسسة التكوين للمهني. وذكرت مصادر مطلعة أن المجلس صادق بالإجماع على مدار غزة، وأرجأ تسمية بقية الأزقة التي كانت ستحمل أسماء من رجال المقاومة وجيش التحرير الذين ينتمون إلى الحي المحمدي. وأضافت المصادر ذاتها أن المجلس قرأ الفاتحة ترحما على شهداء العدوان الصهيوني الغاشم، وأشادت تدخلات المنتخبين بالمقاومة وصمودها البطولي ضد الآلة الحربية لجيش الاحتلال.