اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الرئيس محمود عباس منتهي الولاية بأنه ربما يريد أن يغطي على صفقة سياسية جديدة مع (إسرائيل)، وذلك بعد أن أعلن الأحد من العاصمة المصرية القاهرة رفضه الحوار مع كل من يرفض منظمة التحرير الفلسطينية . وقال ممثل الحركة بلبنان أسامة حمدان في تصريح لقناة الجزيرة مساء الأحد 1-2-2009 إن هناك معلومات تشير إلى وجود محاولة لاستنقاذ وضع أبو مازن (محمود عباس) من خلال صفقة سياسية مع (إسرائيل) عبر جورج ميتشيل موفد الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة. وكان عباس قد هاجم حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشدة متهمة إياها بالمغامرة بمصير الشعب في غزة، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. واستبعد زعيم حركة فتح أي حوار مع من يرفضون الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية (في إشارة برأيه إلى حماس). وسخر عباس ممن يقولون إن المقاومة انتصرت في الحرب الأخيرة، وتساءل: هل قتل آلاف الأطفال والنساء وتدمير المنازل والأراضي هو انتصار؟ . ووجه انتقادات إلى قادة المقاومة في غزة ولبنان، وموقفها من التهدئة مع الاحتلال. عرض إسرائيلي وأكد حمدان – نقلا عما قال إنها بعض الأوساط- أن ميتشيل الذي يزور المنطقة حاليا، قدم للجانب الفلسطيني عرضا من (إسرائيل) لحل سياسي يكون مخرجا من مأزق أنابوليس ومأزق التفاوض الذي لم يقدم فيه الإسرائيليون أي شيء . وأضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل هذا العرض، لكن بعضها يبدو أنه يمس القدس ومكانتها والسيادة الفلسطينية عليها ، مشيرا إلى أن عباس يبدو أنه حريص على الحصول على ضوء أخضر عربي ليوافق على هذا العرض . وبخصوص الحوار الوطني الفلسطيني، قال حمدان : إنه ليس هناك حتى الآن أي جلسات مقررة ، مضيفا أن مصر اقترحت أن تبدأ هذه الجلسات في 22 من الشهر الجاري لكن بعض الفصائل -ومنها حماس- لم توافق بعد على هذا الموعد . وأوضح أنه عندما يضع عباس شرطا جديدا للحوار فهذا يفضح عدم رغبته في إنجاحه، وعندما يقول إن المطلوب هو الاعتراف بمنظمة التحرير ينسى أننا وقعنا في عام 2005 على اتفاق القاهرة من أجل إعادة بناء المنظمة . مغامرات سياسية واعتبر أن المنظمة بظرفها وتشكيلتها الحاليين وواقعها الراهن لا تمثل الشعب الفلسطيني ، وأن الهدف من إعادة بنائها أن تكون إطارا جامعا للفلسطينيين . وأشار حمدان إلى أن مؤسسات المنظمة ليست فاعلة ولا عاملة، بما في ذلك لجنتها التنفيذية ومجلسها الوطني ، مضيفا أن المنظمة تورطت في مغامرات سياسية عديدة منذ عام 1988 وتسببت في تدهور القضية الفلسطينية . من جهته، قال الناطق باسم حماس فوزي برهوم : إن خطاب عباس عكس حجم الأزمة التي يعيشها الرئيس وفشل جميع خيارته ، وشدد على أن هذا الخطاب ضرب بعرض الحائط كل جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية . واعتبر برهوم أن تصريحات عباس دليل على فشل كل خياراته لابتزاز حركة حماس وتشويه مواقفها ومواقف المقاومة الفلسطينية ، وعلى عمق الأزمة التي يعاني منها بعد انتهاء ولايته . وأكد أن ما قاله عباس إجهاض لكل الجهود الرامية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني ، و ضربة حقيقية للجهود المصرية والعربية المبذولة في هذا الاتجاه . بدورها، انتقدت حركة الجهاد الإسلامي خطاب عباس وقالت إن فيه تنصلا وتهربا من استحقاقات وأولويات فلسطينية هامة . وقال الناطق باسم الحركة داود شهاب إن عباس أساء لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال استخدامها للالتفاف على خيارات وطنية هامة تفضي إلى وحدة الصف وبناء وصيانة المنظمة .