نشب شجار كبير بين عدد من سكان (رجال ونساء) دوار الهبيشات جماعة تسلطانت وقائد المنطقة الجمعة المنصرم بسبب خلاف حول الأحقية في الحصول على وعد بالتعويض عن المنازل المهدمة في إطار إعادة هيكلة الدوار، وقال شهود عيان إن الأمر صورة مصغرة فقط من المعاناة التي يعيشها سكان دوار الهبيشات، شأنهم شأن سكان دوار كوكو ودوار الكواسم مع السلطة المحلية في موضوع برنامج مدن بدون صفيح، معاناة يشارك فيها أيضا لوبيات وسماسرة يتوسطون لهذا وذاك من أجل استفادة أحدهم وحرمان آخر، مما يستدعي فتح تحقيقات جادة للضرب على أيديهم على حد تعبير العديد من المتضررين. وفيما يخص الهدم، فالسكان الذين صمدوا طويلا أمام التهديدات والمضايقات والمساومات على حد تعبيرهم واعتبروا أن الدوار لا يحتاج إلى الهدم ولكن إلى هيكلة خفيفة، بحكم أنه يتوفرون على الماء والكهرباء، رضخوا إلى الأمر الواقع بعدما لجأت العمران إلى استصدار أحكام قضائية لإفراغ عشر أسر من منازلهم، في الوقت الذي لم يحتج الأمر إلى ذلك لهدم أكثر من 1000 منزل تحت عيون أصحابها، في انتظار أن يصل العدد إلى ,4000 ويقول المتضررون إنهم لم يمهلوا كثيرا من الوقت من أجل تدبير مسكن يأويهم، مضيفين أنهم أرهبوا من حضور الأعداد الكبيرة من الجرافات وقوات التدخل السريع مدججة بالعصي والقنابل المسيلة للدموع ومستعدة لاستعمالها في حالة وجود أي مقاومة من السكان الذين منعوا طويلا عدة لجان من ولوج الدوار. ولاحظ مهتمون أن السلطة العمومية المحلية لم تعر اهتماما لكل النداءات التي تطالب بعدم استعمال القوة لإرغام السكان على إخلاء منازلهم في عمليات الترحيل التي تعرفها بعض الدواوير في إطار محاربة السكن الغير اللائق، وتطالب باعتماد الحوار سبيلا لحل المشاكل، مع مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للساكنة. كثيرون أرغمهم الوضع الجديد بعدما جرفت أراضيهم وهدمت منازلهم إلى النزوح المضاد نحو الضواحي والقرى متحملين العيش بعيدا عن أبسط متطلبات الحياة بعدما أنهكهم غلاء الحصول على مسكن، يقول محمد لي ابن مريض وهو يحتاج إلى زيارة الطبيب كل أسبوع، لكن البعد عن المدينة جعلني في معاناة كبيرة اضطرني إلى رهن شقة في منزل والعيش مثل لاجئ بالرغم من أني كنت أتوفر على مسكن كبير وأشجار. من جانبها أشارت الحاجة فاطمة إلى أن هدم منزلها جعلها في رباط دائم أمام مقر الجماعة من أجل الحصول على الوعد بالتعويض لكن دون جدوى، مستطردة لقد منعوني من ذلك بحجة أن ابني الأكبر حصل على ذلك، علما أنه متزوج وكان بعيش معي وإخوته الآخرين في منزل كبير وفي جناح مستقل. يتساءل كثير من سكان الدواوير الثلاثة لماذا استثني دوار سيدي موسى القريب لحد الآن من هدم المنازل، ويجيبون أن أخد المسؤولين هو من يؤخر ذلك إلى ما بعد الانتخابات، في الوقت الذي لا يريد نائب رئيس الجماعة كلما هاتفناه الجواب، كما تساءلوا عن استثناء بعض المقاهي والمحلات لبعض الشخصيات والدخول في مفاوضات معهم. زيارة سيدي موسى أظهرت أن السلطة بدأت فعلا في تجريف الأراضي الفلاحية، ويعض السكان يقولون إن قلوبهم في أيديهم ووعدهم بعدم العدم لا يستند على أساس. من جهة ثانية بعض السكان ممن استفادوا من الوعد بالتعويض، يشكون في الوقت المحدد في ستة أشهر لإعادة إسكانهم نظرا لبطء الأشغال، فيما لاحظ الكثيرون أن التجهيز لا يلبي حاجات السكان وذلك باستعمال طرق ضيقة جدا، وقنوات للصرف الصحي لا تتعدى 40 سم، وفي بعض المناطق 20 سنتيم، ويتوقع السكان أن يحدث ذلك مشاكل أثناء سقوط الأمطار بسد القنوات كما يحدث الآن في أحياء داخل المدينة في أزلي والمسيرة. عدد من السكان لا يفهمون من وعود المسؤولين الكثير، ولا معنى أن تلتزم المفتشية الجهوية لوزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، بتسريع وتيرة إنتاج السكن الاجتماعي خلال سنة ,2009 كل ما يهمهم هو عودتهم إلى منازلهم آمنين مطمئنين مرفوع عليهم شبح الكراء والتنقل بين المساكن في كل مرة وحين.