أوصى المشاركون في المنتدى الوطني الثالث حول الهجرة والتنمية، الذي نظم يومي 21 و22 بطنجة، بضرورة تمهيد الطريق أمام استثمارات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وإشراك هذه الأخيرة في التنمية السوسيو-اقتصادية بمناطقها الأصلية. وقدم عبد السلام الفتوح مدير قطب التنمية الاقتصادية بمؤسسة الحسن الثاني للجالية المغربية المقيمة بالخارج نتائج أشغال ورشة الهجرة والاستثمار، حيث عرض التشخيص الذي قام به المشاركون حول مناخ الاستثمار بالمنطقة. وفي هذا الصدد، توقف عند المشاكل التي يواجهها المغاربة المقيمون بالخارج، والتي تتمثل بالأساس في الصعوبات التي تعترضها عند التعامل مع الإدارة بخصوص معالجة ملفات الاستثمار أو لدى الأبناك أو تمويل المشاريع. وأكد المشاركون أن الإدارة لا ترد على الملفات المقدمة إلا بعد مرور فترة طويلة. كما أثار المشاركون مشكلة لغة الوثائق الإدارية، التي تسلم فقط باللغتين العربية أو الفرنسية، في حين أن الجالية المغربية المقيمة في الخارج تمثل تنوعا لغويا كبيرا في بلدان الاستقبال. من جهة أخرى، لاحظ المشاركون أن ندرة الوعاء العقاري من أجل إحداث مقاولات صغرى ومتوسطة تظل مشكلة كبيرة، وتشكل عقبة أمام تنفيذ مشاريع الجالية المغربية بالخارج، مشيرين إلى أن الإدارة الإلكترونية تبقى خطة غير كافية بالنظر إلى ضعف المحتوى وخدمات معظم المواقع الإلكترونية. وأوصى المشاركون خلال مناقشة هذه القضايا- يضيف الفتوح- بمجموعة من الاقتراحات لتسهيل استثمار الجالية المغربية المقيمة بالخارج في مناطقها الأصلية، في أفق جعلها فاعلا اقتصاديا بالدرجة الأولى. وبخصوص مشكلة الوعاء العقاري، اقترح المشاركون إحداث عروض خاصة لأراضي مخصصة لمشاريع المقاولات الصغرى والمتوسطة على مستوى الجهات. من جهة أخرى، أوصى المشاركون بإلحاق الملفات المرفوضة بمبررات وبدائل لإطلاق المشاريع وضمان عملية تنفيذها. ودعوا كذلك إلى الاستفادة المثلى من الإجراءات الإدارية الرامية إلى ضمان سرعة البت في الملفات وتقليص آجال الرد. ويهدف هذا المنتدى، الذي نظم بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية والمركز الجهوي للاستثمار بطنجة ومجلس جهة طنجة-تطوان، إلى إطلاع الجالية المغربية المقيمة بالخارج على المؤهلات الاقتصادية لهذه الجهة وآفاق التنمية وفرص الاستثمار بها. وتمنح جهة طنجة-تطوان التي تعرف طفرة كبيرة وفي طريقها إلى أن تصبح قطبا اقتصاديا كبيرا وقاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية للمملكة بمشاريعها المهيكلة التي توجد في طور الإنجاز، فرصا عديدة للاستثمار في مختلف القطاعات الواعدة. وقام بتنشيط نقاشات هذا المنتدى، التي همت مواضيع تتعلق بالتنمية والهجرة، مسؤولون محليون وجامعيون وخبراء برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومغاربة مقيمون بالخارج يشغلون مناصب مسؤولة في بلدان استقبالهم.