عبّر الملك محمد السادس في رسالة إلى الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية، عن أمله في أن يعمل باراك أوباما من أجل وضع حدّ لـمأساة الشعب الفلسطيني، وقال الملك إن الوضع الدقيق الذي يسود في الشرق الأوسط يستدعي تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية نهائية وسلمية وشاملة وعادلة ودائمة للنزاع في منطقتنا. هذا، ولم يشر أوباما في خطاب التنصيب إلى قضية فلسطين نهائيا، مفضلا استمراره في السكوت عن كل ما وقع طيلة 22 يوما من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وعلى خلاف ذلك، قال أوباما بشأن العراق وأفغانستان إنه سيشرع في الانسحاب لترك العراق لأهله، وتحقيق سلام قوي في أفغانستان. وفي موقف لم يسبقه إليه رئيس أمريكي سابق، تعهد الرئيس الأمريكي الجديد، في هذا السياق، بفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، ووجه خطابه بالقول إلى العالم الإسلامي نقول: إننا نسعى لسلوك طريق جديد إلى الأمام، أنه طريق يستند على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. مؤكدا أن العالم تغير وأنه حان الوقت كي نتغير معه. ويشعر كثير من المسلمين بالغضب بشكل خاص بسبب الحربين اللتين قادتهما الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان وإنشاء معتقل جوانتانامو والذى يحتجز فيه المئات من المشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة دون محاكمة والانتهاكات التي تتم بداخله. وباشر أوباما بعد يوم واحد من تنصيبه إجراءات إغلاقه، فقد أمر بتوقيف محاكمات من فيه من المعتقلين، من المسلمين أساسا، لمدة 120 يوما. في السياق ذاك، أشار أوباما إلى العالم الإسلامي مرتين، إذ اعتبرهما جزءا من الحضارة ومكونات الشعب الأمريكي وقال إننا أمة من المسيحيين والمسلمين واليهود والهندوس وغير المؤمنين، حيث ذكر المسلمين في المرتبة الثانية بعد المسيحيين. كما حرص في مرة أخرى عند أدائه القسم على ذكر اسمه الثلاثي وهو باراك حسين أوباما. وإزاء هذه الإشارات فإن ذلك يطرح أسئلة حول توجهاته الجديدة نحو العالم الإسلامي، خاصة وأن جريمة الحرب والجريمة ضد الإنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني بقي موقفه متحفظا ولم يدل بأي تصريح إزاءها متذرعا أنه لم يتول السلطة بعد. في حين كان يدلي بتصريحات إزاء إيران أو كوبا. ولم يذكر أوباما في خطابه أيضا الكيان الصهيوني، ولم يشر إليه بشيء. على صعيد آخر، أبدى أوباما استعداد إدراته لتشجيع الديمقراطية في العالم، وقال مخاطبا القادة السياسيين في العالم، إلى أولئك القادة في أرجاء المعمورة الذين ينشرون بذور الصراع ويلقون باللائمة في أوجاع مجتمعاتهم على الغرب. نقول: إن شعوبكم سوف تحكم عليكم بقدر ما تبنون لا بقدر ما تحطمون. وأضاف بالقول إلى المتسكين بالسلطة ويرفضون الديمقراطية إلى أولئك الذين يتمسكون بالسلطة عبر الفساد والخداع وإسكات صوت المعارضين والمنشقين، نقول: فلتعلموا أنكم على الجانب الخطأ من التاريخ. وحذر أوباما مما وصفه المتطرفين في كل أنحاء العالم من أنهم لن ينجحوا في إضعاف الولاياتالمتحدة، مؤكدا أن بلاده ستنتصر عليهم. كما أكد أن الولاياتالمتحدة تواجه تحديات خطيرة وكبيرة، مشيرا إلى أنها اختارت الأمل عوضا عن الخوف وأنها ستنهض لمواجهة التحديات الكثيرة. مشيرا إلى أن الأجيال الأميركية المتعاقبة واجهت الفاشية والشيوعية بالمبادئ والتحالفات وليس بالدبابات والصواريخ، في انتقاد واضح لسياسة جورج بوش تجاه العالم الإسلامي، الذي بات ينعت بأسوأ رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة.