كشف مصدر مطلع لـ التجديد أن التقرير السنوي لحوادث السير لسنة 2008 داخل المدار الحضري لمدينة الجديدة سجل وفاة 21 شخصا في 18 حادثة مميتة، وإصابة قرابة 1500 شخصاً في حوادث أخرى بدنية بجروح متفاوتة الخطورة، وسجل أصحاب الدراجات النارية بكل أحجامها نسبة 60 % من مجموع ضحايا حوادث السير. وحسب المعطيات التي حصلت عليها التجديد، فإن 170 دراجي متورطين فيما مجموعه 250 حادثة سير وقعت خلال النصف الأخير من شهر دجنبر من السنة الفارطة، أي بنسبة 68%، كما سجل التقرير انخفاضا ملموسا لحوادث السير المتعلقة بأصحاب الدراجات النارية بنسبة وصلت إلى 12%، حيث كان عدد الدراجين المتورطين في حوادث سير في الفترة نفسها من سنة 2007 هو 240 حالة مما مجموعه 300 حادثة سير أي بنسبة 80 %. وفسر مسؤول أمني هذا الانخفاض بالنتائج التي أعطتها الحملة التي قامت بها الإدارة العامة للأمن الوطني بالمدينة، والتي تشدد الخناق على أصحاب الدراجات ـ حسب المصدر نفسه ـ بإلزامهم بلبس الخوذة الواقية وكذا حيازة الوثائق القانونية للدراجة، وعبر المسؤول ذاته عن رغبته في أن تحافظ الإدارة العامة عن هذه الحملات على طول السنة لما تخلفه من ارتياح لدى عموم المواطنين. وحول الأسباب وراء كثرة الحوادث بمدينة الجديدة، لخصها التقرير السنوي، الذي تعده إدارة الأمن، في ظاهرة احتلال الملك العمومي، واستغلال الأرصفة من لدن أرباب المقاهي وأصحاب المحلات والباعة المتجولين، مما يدفع الراجلين إلى احتلال الطريق والتسبب في عرقلة حركة السير في العديد من المحاور الطرقية بالمدينة، كما أشار التقرير إلى الحالة المتردية والمتهالكة للطرقات بالمدينة.. وهو الأمر الذي تؤكده الإحصائيات الصادرة أخيراً عن مديرية التجهيز والنقل بإقليم الجديدة والتي كشفت عن ضعف كبير في البنية التحتية للشبكة الطرقية بالإقليم ككل وليس المدار الحضري فحسب، وسجل التقرير خصاصا مهولا في علامات التشوير والممرات الخاصة بالراجلين بمدينة الجديدة، وكذا غياب الممرات الخاصة بأصحاب الدراجات. وأفادت المصادر ذاتها أن المدارات الخاصة بحافلات النقل الحضري وبعض محطات وقوفها أصبحت تشكل خطرا على المواطنين، وتتسبب في وقوع العديد من الحوادث سيما ببعض النقاط التي تعرف اكتظاظا دائما، كمحطة الحافلات بحي لالة زهرة، التي اختار لها المسؤولون منعرجا، وملتقى للطرق بأحد أكثر النقاط ازدحاما بالمدينة، إضافة إلى كل هذه الأسباب اعتبر التقرير التجمعات التي يقيمها التلاميذ أمام أبواب المدارس والثانويات في أوقات فراغهم أحد أسباب حوادث السير بالمدينة في كثير من النقاط سيما أمام ثانوية أبي شعيب الدكالي، وثانوية ابن خلدون وثانوية القدس...