رفضت الحكومة التركية استــقبال وزيرة خارجية الاحتلال تسيبي ليفني إذا لم تكــن تريد مناقشة شروط وقف العدوان على غزة، فيما أعــلن رئيس الحكومة رجب طيب اردوغــان أن هنــاك من يعتبر تصريحاته ضد العدوان الإسرائيلي بأنها قاسية ، ورد لكنــها ليست أقسى من القنــابل الفوسفورية التي تنــهمر على غزة . ونقلت صحيفة حرييت عن مصادر دبلوماسية تركية قولها إن وزير الخارجية علي باباجان قال لليفني، التي أعربت عن رغبتها في زيارة أنقرة، أبوابنا مفتوحة، ولكن عليك أن تتحدثي عن شروط وقف النار إذا أردت المجيء إلى تركيا. وأضاف لا تأتي إلى تركيا كي تظهري أن لديك علاقات جيدة معنا، تعالي إذا أردت الحديث عن شروط وقف النار. وقال أردوغان، أمام كتلة حزب العدالة والتنمية البرلمانية : إن السكوت على ما يجــري من عدوان إسرائيلي في غزة بمــثابة مشاركة في هــذا العدوان ، مطالبا العالم بأن يتحرك للحيــلولة دون قتل المزيد من الأطفال في غزة، موضحا أن الإنســانية تقتل وتموت في غزة وهو أمر محزن لا يجب السكوت عليه. وأضاف أردوغان: هناك بعض الأشخاص انزعجوا من حديثي عن مقتل المدنيين والأطفال... إذا لم نتحدث عن ما هو غير قانوني فسنفقد احترامنا لذاتنا ..إن معاداة السامية جريمة ضد الإنسانية . وتابع هناك بعض الأشخاص الذين يقولون إن تصريحات رئيس الحكومة (ضد إسرائيل) قوية جدا، ولكن كلماتي ليست أقوى من القنابل الفوســفورية أو قذائف الدبابات التي تنهمر على غزة. أنا أتصرف كانسان ومسلم. وكرر أنه من أحفاد العثمانيين الذين وقفوا إلى جوار اليهود عند اضطــهادهم فــي أوروبا، مستغربا موقف اليهود الذين لا يزالون يذكرون العالم بما تعرضوا له من اضطهاد في كل مناسبة ومع ذلك يضطهدون الفلسطينيين ويقتلون الأطفال والنساء بلا رحمة . وشدد أردوغان، الذي قام بزيارة عشرة جرحى فلسطينيين أصيبوا في العدوان ونقلوا إلى مستشفيات أنقرة، على أن ما تقوم به (إسرائيل) في غزة تجاوز كل الحدود وكل الجهود الدبلوماسية. وقال: إن وسائل الإعلام، خصوصا تلك الداعــمة لليهود، تجد الأعذار للقتل الجماعي للأطفال في المــدارس والمستشفيات والمساجد، إن القصص الإخبارية التي تقول إن الإرهابيين يختبئون بين الأطفال أو تصف القصف على انه خطأ تقني أو حادث تهدف إلى التلاعب بالرأي العام العالمي. أكاديمي يهودي: إسرائيل تحفر قبرها بيدها وصف أستاذ جامعي فرنسي من أصل يهودي العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة بأنه تكرار لسلوك الزعيم النازي أدولف هتلر إزاء بعض بلدان أوروبا. واعتبر أندري نوشي الأستاذ الشرفي بجامعة نيس في رسالة بعث بها إلى سفير تل أبيب في باريس وكشف عنها مدير مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في تونس عبد الجليل التميمي أن إسرائيل باستمرار عدوانها على الفلسطينيين إنما تحفر قبرها بيدها. وقال الأكاديمي الفرنسي مخاطبا القادة الإسرائيليين إنكم تركبون التفجيرات والانتفاضة مطية لجرائمكم، وكل ذلك هو نتيجة الاستعمار غير المشروع وغير الشرعي الذي لا يعدو أن يكون سرقة. إنكم تتصرفون على شاكلة مغتصبي الأراضي وتضربون بعرض الحائط تعاليم الأخلاق اليهودية، فالخزي لكم وبئسا لإسرائيل. ويمضي بقوله أنتم لا تعون أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم لأنكم لم تدركوا أنه محكوم عليكم بالعيش سويا مع الفلسطينيين والدول العربية، فإن افتقدتم لهذا الذكاء السياسي فلستم إذن بأهل تدبير وعلى قادتكم أن يستقيلوا. وأكد نوشي رفضه لاستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية، قائلا بالنسبة لي ومنذ عدة سنين يثير الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين واغتصاب أراضيها سخطي، وإني لأكتب لكم باعتباري فرنسيا يهودي المنشأ وفاعلا في اتفاقيات التعاون بين جامعتي نيس وحيفا. وتابع الأكاديمي اليهودي أنه لم يعد من الممكن الصمت إزاء سياسة الاغتيالات والتوسع الإمبريالي لإسرائيل. إنكم تتصرفون تماما كما تصرف هتلر في أوروبا إزاء النمسا وتشيكوسلوفاكيا. إنكم تزدرون قرارات الأممالمتحدة مثلما استخف هتلر بقرارات عصبة الأمم، وإنكم تغتالون النساء والأطفال دون خشية من عقاب. وحذر نوشي من هزيمة ماحقة لإسرائيل في عدوانها الحالي في غزة، وقال مثلما هزمتم بلبنان سنة ,2006 فسوف تلحق بكم على ما أرجو هزائم أخرى، وستقتلون كذلك شبابا إسرائيليا لأنه تنقصكم شجاعة إبرام الصلح، فكيف يمكن لليهود الذين طالما عانوا الأمرين من النازيين، أن يتشبهوا بجلاديهم الهتلريين؟. وذكر أيضا أنه ومنذ سنة 1975 لا يزال الاستعمار يبعث في شخصيا ذكريات خلت، ذكريات الهتلرية، إذ ليس ثمة فرق جوهري بين قادتكم وقادة ألمانيا النازية. وإني شخصيا سوف أحاربكم بكل ما أملك من قوة، كما قمت بذلك بين سنتي 1938 و,1945 حتى تقضي عدالة البشر على الهتلرية التي هي في صميم بلدكم، حسب ما شدد عليه. وختم الأكاديمي الفرنسي رسالته قائلاً بئسا لإسرائيل، ولينزلن إلهكم على قادتها النقمة التي يستحقونها. وإني كيهودي من قدماء الحرب العالمية الثانية، فإني أخجل لكم، لعنكم ربكم إلى أبد الآبدين. أتمنى أن تلقوا جزاءكم.