حذّر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، من أنّ ما يُرتكب في حق غزة وشعبها، إنما هو إجرام وحشي سافر، وتحدٍّ خطير، لكل القيم الإنسانية، والقواعد الدولية، بل يعتبر ذلك جريمة حرب، وعملية إبادة عنصرية، محذراً من أنّ معنى إغلاق معبر رفح في هذه الظروف هو وضع الحبل في رقبة أهل غزة لخنقهم أو شنقهم، على حد وصفه. وأكد الاتحاد في بيان صادر عنه بشأن العدوان الصهيوني الجاري على قطاع غزة، أنّ فرضية وقوف الأمة الإسلامية كلِّها متضامنة مع الشعب المعتدى عليه، إذا عجز عن ردِّ الاعتداء وحده، فالمسلمون أمة واحدة، والمؤمنون إخوة. وقال العدوان على جزء منه (الجسد المسلم) عدوان على الجميع، والردُّ عليه مطلوب من الجميع، وخصوصاً المجاورين للبلد المعتدى عليه. والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، وقد أوجب الإسلام على أهله أن يقاتلوا من أجل المستضعفين، على حد تعبيره. وشدّد الاتحاد على أنّ واجب الحكومات والشعوب جميعاً، كلٌّ يقدم ما يستطيع من مدد طبي أو غذائي أو حيوي أو حتى حربي، للدفاع عن النفس، ومن المحرمات والمنكرات المقطوع بها: أن تمنع الحكومات الشعوب عن توصيل معوناتها المختلفة إلى إخوانهم، أو التعبير عن غضبهم على هذا العدوان، وفق تأكيده. ومضى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى القول لا يجوز لأيِّ حكومة تحت أيِّ مبرر من المبررات أن تقف متفرجة على ما يجري، ناهيك أن تسدَّ بابا من أبواب الرحمة في وجوه إخوانهم في غزة، وخصوصا المعابر التي هي شرايين الحياة لإخواننا في غزة، لا سيما معبر رفح، التي تملك مصر فتحه وإغلاقه، ومعنى إغلاقه في هذا الوقت: وضع الحبل في رقبة أهل غزة لخنقهم أو شنقهم، وهذا ما لا تجيزه عروبة ولا إسلام ولا مسيحية. وطالب الاتحاد قادة الأمة العربية والإسلامية: ملوكاً ورؤساء وأمراء، أن يقفوا وقفة رجولية، ليقولوا للصهاينة المعتدين: كفوا أيديكم أيها الوحوش، كما طالبهم بأن يتحركوا ليخاطبوا بلغة جماعية: المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن، والمجتمعات الغربية أوربية وأمريكية، لإيقاف هذا العدوان الهمجي، الذي لا يبالي بقتل الشيوخ والنساء، والأطفال والمصلين في المساجد، ومن كان له علاقة بالكيان الصهيوني ـ وهي غير مبررة شرعاً ـ يجب أن يقطعها، ما لم تتوقف آلة حربها الإجرامية عن اعتداءاتها الأثيمة، وفق ما ورد في البيان.