دمٌ على سواتر النار، دم على الشجر الثاكل، ودم في الشوارع بحجم بلادنا الغارقة في أتون الدمار العاتي، حيث الأفق عباءة من الأحمر القاني والأشلاء المتفحمة بقذائف الموت الصهيونية الحمراء، وحديد الأباتشي اللاهب في صدور الصغار والطفولة المفجوعة. غزة اليوم، مثلما هي فلسطين، على خط التدمير والإلغاء بأدوات إسبارطة الجديدة وسياق موتها الناقع، وبربرية العدو الذي أعاد إنتاج الموت عبر التاريخ على لحم أبنائنا ونسائنا وشيوخنا وأهلنا في غزة الصبر والصمود. لا وقت للإدانة، ولا وقت للاستنكار إذ هي لحظة الحق والحقيقة في فضح عدوان النقيض ومؤسسته العسكرية التي تتخفى وراء ذرائعية مدعاة، وهي لحظة اندماج الأرواح الحرة والمعافاة لإعلان وحدة المصير والموقف ووحدة الوطن. إنها الوحدة الوطنية التي هي صمام أمنا وأماننا وعافيتنا وعنفواننا، الوحدة المبينة على التضحية المجيدة، وزفرات فرسان الشهداء، وشلو طفل أغمضوا عينيه بالرصاص الغليظ، الوحدة المبنية من قوة ذهابها إلى المستقبل الذي يليق ببلادنا وتليق به. إنها وحدة تستحقها فلسطين، وحدة يصر عليها المثقفون والمؤسسات الثقافية وكافة الأحرار في العالم لكشف سوءات الاحتلال وإجرامه اليومي الذي لا عد له ولا حد. ووحدة حتى تنجز محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، ومن تواطأ معهم أو برر لهم. ووحدة حتى يوقف عدوان العدو الصهيوني عن غزة، ويفك حصار الإخوة عنها. إننا اليوم ننحاز للضحية التي يجري تجريمها، ونقف في صف المقاومة والدفاع عن الحياة انحيازاً للشهداء، وانحيازاً لأزهار الدم التي تشرق كل يوم، وانحيازاً لمنازلة هذا العدو الذي يجتاح الأخضر وانساغ الحياة، وانحيازاً لرفض سلالات القبح، واستطالات الاحتلال وطوطمه النووي الأصم. فطوبى للشهداء الأحياء الأحياء، وطوبى لفلسطين التي تدق أجراس الرفض في زمن السقوط والتردي والتبعية. وطوبى لبلادنا الذاهبة للحياة بكامل ألقها.