حذر النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية من اجتياح إسرائيلي بري لقطاع غزة ما لم يكن هناك تحركا عربيا ودوليا جديا ينهي العدوان ويقف المجازر الإسرائيلي. كما أكد البرغوثي في مؤتمر صحفي عقده في رام الله يوم الاثنين 29-12-2008 أن ما يقوم به القادة الإسرائيليون اليوم هو جريمة حرب بكل ما تحمل الكلمة من معان. وقال: إن إسرائيل تستخدم دماء الفلسطينيين كوقود للحملة الانتخابية الإسرائيلية كما أنها تستخدم قطاع غزة كحقل تجارب لأسلحتها بالإضافة إلى أن إسرائيل تحاول أن تعيد الاعتبار لجيشها بعد هزيمتها في لبنان صيف 2006 . وأشار البرغوثي إلى أن (إسرائيل) أعدت المجتمع الدولي لهجومها على غزة من خلال مفاهيم ومصطلحات لنزع الشرعية عن الفلسطينيين و أن حديث (إسرائيل) بان ما تقوم به هو دفاع عن النفس ليس إلا من اجل التستر على جرائم الحرب التي ترتكبها بحق الأبرياء. وفند الدكتور البرغوثي حديث (إسرائيل) على أن هذا الهجوم هو فقط على حركة حماس بل انه هجوم على كل الفلسطينيين، مذكرا بما قامت به (إسرائيل) العام 2002 عندما هاجمت المقار الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وسقوط العشرات شهداء من رجال الأمن الفلسطيني. وفي حديثه عن التهدئة أوضح د.البرغوثي أن الذي بدأ بخرق التهدئة بشكل ممنهج و منظم هو (إسرائيل) منذ أكثر من شهرين وهي منذ ذاك التاريخ تحضر لهذا العدوان، مطالبا في الوقت ذاته المسؤولين الفلسطينيين عدم تحميل الضحية مسؤولية ما يجري. كما أكد أن حديث إسرائيل وترويجها للعالم على أنها أنهت احتلالها لغزة مجرد كذبة وخداع للرأي العام العالمي فهي مستمرة في حصارها لقطاع غزة و إغلاق المعابر ومستمرة في استهداف المواطنين والمشكلة الأساسية أن إسرائيل مستمرة في احتلالها منذ ستين عاما وهي تضطهد الفلسطينيين. وطالب البرغوثي الفلسطينيين للتوحد وإغلاق الباب أمام استمرار حالة الانقسام الداخلي وتشكيل قيادة وطنية موحدة لمواجهة التحديات بالإضافة لوقف السجال الإعلامي بين الأطراف المتخاصمة وإعلان توجه عام نحو الوحدة الوطنية، كما دعا السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس لوقف المفاوضات فورا مع الجانب الإسرائيلي. أما على المستوى العربي فقد طالب البرغوثي إلى اتخاذ موقف عربي صحيح يضع حدا للاستهتار الإسرائيلي بالعرب وان يكون هناك قرارا عربي جماعيا بكسر الحصار عن قطاع غزة وفتح معبر رفح بالإضافة لإرسال رسالة شديدة اللهجة لإسرائيل بأنها أن استمرت في عدوانها على غزة ستقطع العلاقات معها. واعتبر البرغوثي أن (إسرائيل) لم تكن لتجرأ بأن تقوم بهذه العملية لولا صمت المجتمع الدولي إزاء ذلك معلنا عن بدأ حملة دولية لفضح الممارسات الإسرائيلية، كما أكد أن بيان مجلس الأمن الدولي الأخير حول الوضع في غزة هو بيان ضعيف وهو بيان ساوى بين الضحية والجلاد مطالبا في ذات الوقت العرب بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار يوقف ما يجري من مجازر ومذابح بحق الأبرياء في غزة.