توقع المحامي خضر شقيرات، محامي الأسير النائب مروان البرغوثي، الإفراج عن موكله بقرار سياسي كما جرى اعتقاله بذات القرار، بعد أن تصدر قائمة فتح في الانتخابات التشريعية القادمة. ونفى شقيرات عزمه التوجه للمحاكم الإسرائيلية للمطالبة بالإفراج عن موكله باعتبار انه اعتقل بقرار سياسي ويجب أن يفرج عنه بقرار سياسي. ووصف شقيرات إجراء الانتخابات التمهيدية لحركة فتح بأنه انتصار كبير لمروان، كونه أول من دعا إلى انتخاب ممثلي فتح من خلال هذه الانتخابات باعتبارها إحدى الوسائل لتكريس الديمقراطية في الحياة السياسية الفلسطينية لدى كافة القوى والفصائل، وبخاصة في حركة فتح باعتبارها اكبر قوة سياسية يمكن من خلالها تفعيل الحياة الديمقراطية، ما سيفتح المجال واسعا أمام مختلف الكوادر الفتحاوية من مختلف الأجيال للتنافس على المواقع العامة والسياسية، وضخ دماء شابة وجديدة للحركة، ويبقى بالتالي على فتح كأكبر فصيل فلسطيني يحظى بدعم الشارع والناخب الفلسطيني في الانتخابات المحلية والتشريعية. وأكد شقيرات في تصريحات صحفية أن فوز مروان بهذه النسبة الكبيرة، وبهذا العدد من أصوات الناخبين لم يفاجئه البتة، وقال: "لم يكن مفاجئا هذا الإجماع من قبل الناخبين في مدينة رام الله لما يتمتع به مروان من شعبية على مستوى الوطن، ولكن جاءت هذه النتيجة لتعكس صورة الإجماع في الوطن من رفح إلى جنين". وعن انعكاسات هذا الفوز على نتائج انتخابات التشريعي بالنسبة للنائب البرغوثي، قال المحامي شقيرات: "كل استطلاعات الرأي التي تم نشرها خلال الشهرين الماضيين، أكدت بأنه سيحصل على أغلبية المقاعد، أي نسبة تتراوح ما بين 56- 60 % في حال ترؤسه قائمة فتح، ومع اقتراب موعد الانتخابات يمكن أن تزداد هذه النسبة. ومحصلة نتائج البرايمرز تعبر عن وفاء الشعب الفلسطيني لمروان لما يمثله من نهج وسياسة، وهي استفتاء على المنهج والرؤية التي يحملها". وأضاف شقيرات: "ما جرى في رام الله وسائر المدن الفلسطينية، وما تمخضت عنه الانتخابات من نتائج يؤكد أن الذين فازوا هم نفس جيل ورؤيا مروان وما يمثله من مشروع. وفي تعقيبه على رد الفعل الإسرائيلي على فوز البرغوثي قال المحامي شقيرات: "لأول مرة يكون هناك رد فعل ايجابي من قبل الأحزاب الإسرائيلية، خاصة ما تحدث به "بيلين" و"سريد" ومطالبتهما الإفراج عن مروان. أما ما قاله شالوم، فلم يأت بجديد فهو قديم وجديد، ويأتي في غمار التسابق والمغازلة لمن يريد الحصول على أصواتهم في الانتخابات القادمة، سيما وان شالوم مرشح لرئاسة الحزب. وأضاف: "في رأيي هذا الفوز يشكل بداية لحراك سياسي لا عادة الحق إلى صاحبه وإلغاء المحاكمة الظالمة التي اخضع لها مروان". وتوقع شقيرات أن يؤدي فوز مروان على راس قائمة سياسية إلى المطالبة بالإفراج عنه بموجب قرار سياسي. وحول ممارسة الضغوط الدولية على إسرائيل للمطالبة بإطلاق سراحه، قال شقيرات: "منذ اعتقاله تم تسليط الضوء على قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية لما يتمتع به من شعبية وحضور، واعتقد أن الحالة التي يمثلها مروان ستلقى المزيد من الضوء على قضيته وقضية الأسرى عموما، ما سيجلب معه ضغطا محليا ودوليا متزايدا ينادي بالإفراج عنه وعن سائر الأسرى. وأكد شقيرات انه لن يتوجه إلى القضاء الإسرائيلي للمطالبة بإطلاق سراح النائب مروان، بعد هذا الفوز الكبير الذي حققه، وقال: "لن يتم التوجه إلى القضاء الإسرائيلي فمنذ يوم اختطاف مروان اتخذ الأخير قرارا عدم التعاطي مع هذا القضاء، لان قضيته سياسية، وبالتالي فالحكومة التي اتخذت قرارا سياسيا باعتقاله وقضت بحكمه سياسيا هي المطالبة بالإفراج عنه بموجب قرار سياسي. وكان الفوز الكبير الذي حققه النائب الأسير مروان البرغوثي في الانتخابات التمهيدية لحركة فتح "البرايمرز" أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية الإسرائيلية. فالنائب الأسير الذي حقق 21000 صوت في انتخابات منطقة رام الله والبيرة وكان الأوفر حظاً بين المرشحين لن يحظى بالحرية إطلاقا وفق ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الذي صدمته نتائج الانتخابات. فقد نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن شالوم قوله إن البرغوثي مسؤول عن مقتل مدنيين إسرائيليين, وأن المحكمة قضت بالسجن المؤبد بحقه 5 مرات, لذا لن يتم البحث في إطلاق سراحه. أما يوسي بيلين الذي عبّر عن دهشته أيضاً من النصر الذي حققه البرغوثي قائلاً إن فوز الجيل الشاب يمكن أن يدعم المسيرة الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية, داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم طلب إلى الرئيس الإسرائيلي "موشيه كتساف" للعفو عن الأسير مروان البرغوثي باعتباره أبرز القيادات الشعبية الفلسطيني, استناداً إلى ما حققته نتائج الانتخابات. أما السيدة فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي فقالت إن زوجها أثبت للإسرائيليين وبقوة بما حققه في هذه الانتخابات بأنه ليس إرهابيا كما يزعم قادة الاحتلال, بل هو قائد أمة وشعب لم يتركه, وأن هذا ما بدا واضحاً في نتائج الانتخابات. وكان النائب الأسير مروان البرغوثي (46 عاما) والذي يحظى بشعبية كبيرة في صفوف الجيل الشاب الفلسطيني, قد اعتقل بتاريخ 15 نيسان عام 2002 خلال عملية "السور الواقي" الإسرائيلية الكبيرة التي نفذت في الضفة الغربية, وحكمت عليه محكمة إسرائيلية العام الماضي بالسجن 5 مؤبدات بتهمة المسؤولية عن قتل مدنيين إسرائيليين. وكان أبناء حركة فتح توجهوا الجمعة 25/11/2005 إلى صناديق الاقتراع في كل من رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس لاختيار ممثلي الحركة في الانتخابات التمهيدية.