أكدت فدوى البرغوثي عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي "تلخص قضية شعب محتل" وتستقطب الإجماع لأنها تهم كل فئات الشعب الفلسطيني. وأوضحت زوجة القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، في ندوة صحفية اليوم الثلاثاء بالرباط، أن 11 ألف أسير وأسيرة يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من بينهم عدد من النواب المنتخبين والأطفال (ما بين 12 و13 سنة) ونساء وذلك في ظروف لاإنسانية .
وأضافت أن جمعية نادي الأسير الفلسطيني تقود، منذ ثماني سنوات، حملة دولية للتعريف باعتقال إسرائيل للآلاف من المنتخبين والنساء والأطفال والمرضى الفلسطينيين، ومحاولتها عزل قضيتهم عن المناخ السياسي العام.
وذكرت بأن وفود الجمعية زارت 50 دولة في العالم بعضها بدعوات من جهات برلمانية، باعتبار مروان البرغوثي منتخبا من الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى بيان الإدانة الصادر من البرلمان الأوروبي ضد اعتقال البرغوثي والنواب الآخرين والمطالبة بالإفراج عنهم والوعد بالتدخل لصالحهم.
وأكدت أنه توجد طريقتان لا غير لحل قضية مروان البرغوثي والأسرى الفلسطينيين الآخرين تتمثل أولاهما في الإفراج عنهم في مفاوضات حقيقية لأن المفاوضات الحالية أعلن عن فشلها حاليا بسبب عدم وجود شريك مفاوض للشعب الفلسطيني وبسبب أن إسرائيل تقودها حكومة يمينية متطرفة ترفض السلام وتحديد مرجعيات لعملية السلام ووقف بناء المستوطنات.
وأضافت أن الطريقة الثانية تتمثل في عملية تبادل الأسرى التي تحظى بإجماع الشعب الفلسطيني باعتباره مكسبا جماعيا يهم العائلات والأطفال وغير خاضع للفصائلية والحزبية.
ومن جهته، قال الأسير الفلسطيني المحرر عبد الله الزغاري مدير فرع جمعية نادي الأسير الفلسطيني في بيت لحم إن الاحتلال يسعى للاستفراد بالشعب الفلسطيني لذا يجب مواجهته بتدويل القضية.
وأوضح أنه منذ بداية احتلال الأراضي الفلسطينية تم اعتقال 750 ألف فلسطيني أي ما يناهز ثلث الشعب بهدف قتل الروح النضالية وهو الأمر الذي لم يتحقق إذ أضحى عدد من الأسرى المحررين قادة ميدانيين للعمل الوطني الفلسطيني.
وأعلن أنه يوجد حاليا أزيد من 10 آلاف أسير موزعين في ثلاثين سجنا ومعتقلا ومركز توقيف إسرائيلي، منها سجن الرملة الرهيب، من ضمنهم ستة آلاف من المحكومين والباقون يوجدون رهن التوقيف الإداري المحرم دوليا.
وأضاف أنه يوجد من بين الموقوفين إداريا 36 أسيرة و400 طفلا و1500 حالة مرضية بعضهم مصاب بأمراض مستعصية كالسرطان والكلي والسكري، وقد أمضى بعض الموقوفين إداريا أزيد من ثماني سنوات موقوفين دون محاكمة.
وأشار إلى صدور 10 آلاف قرار إداري إسرائيلي دون توجيه تهمة، وإلى استشهاد أزيد من 200 أسير نتيجة الإهمال الطبي الممنهج أو القتل المتعمد بعد الاعتقال أو الإضراب المفتوح عن الطعام، وكذا إلى عدم تسليم إسرائيل رفات حوالي 300 شهيد في انتفاضة الأقصى.
وتحدث عن أصحاب المحكوميات العالية الذين أمضى 300 منهم أزيد من 30 سنة من قبيل الأسير نائل البرغوثي الذي أمضى 32 سنة، وأمضى 111 منهم أزيد من 20 سنة في خرق للاتفاقيات الدولية وخاصة منها اتفاقيتا جنيف الأولى والثانية.
واعتبر طريقة اعتقال مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح وعضو مجلسيها الوطني والتشريعي وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومحاكمته محاولة إسرائيلية لتجريم كفاح الشعب الفلسطيني وتشويه سمعة قادته الوطنيين مذكرا برفض البرغوثي للمحامين الإسرائيليين حتى لا يمنح شرعية للمحاكمة الصورية وتحويل محاكمته إلى محاكمة للاحتلال.
يشار إلى أن وفد جمعية الأسير الفلسطيني حل بالمغرب منذ 23 دجنبر الجاري في إطار جولة تشمل بلدانا عربية وأجنبية للتعريف بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والدفاع عن حقهم في الحرية.