يقول الله عز وجل أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض؛ نهيب بقراء جريدتنا وبأبناء حركتنا وبجميع المغاربة أن يخصوا إخوانهم في غزةوفلسطين في هذه الفترة العصيبة بدعاء خالص بظهر الغيب، فإن أول سلاح يلجأ إليه المسلم في الشدائد والمصائب وفي مواطن القتال والمدافعة والصمود هو الدعاء، فإذا استعرضنا أشكال الدعم التي يستحقها منا إخواننا في غزةوفلسطين فلا شك أن أولها سيكون الدعاء لهم، ذلك أن حفظ الله عز وجل ونصره ورعايته خير لهم من نصرة الخلق أجمعين، لكن نصرة الخلق لا تكون إلا بإذنه سبحانه وبتوفيقه وعونه، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المومنون والدعاء الذي يحتاجه إخواننا في فلسطين هو الدعاء الصادق الخالص المقرون بشروطه من التوبة والاستغفار والاستقامة على الدين، وتحري الحلال في المطعم والمشرب والمسكن، وأن يكون الدعاء والداعي والمؤمن أهلا لتنزل الإجابة، والله تعالى لا يخلف وعده. وقد قنت نبينا صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا إثر حادثة غدرت فيها بعض القبائل المشركة بوفد من أصحابه المسالمين الذين توجهوا لنشر الإسلام في بعض أطراف الجزيرة العربية، فسن لنا هذه السنة في النوازل والشدائد، وعندما تقع الحرب بين المسلمين وأعدائهم، فكان يدعو لأصحابه ويدعو على هذه القبائل الغادرة، وكان يقنت في الصلوات كلها ويجهر بدعائه. والقنوت مشروع بالجملة، فهو صورة من صور الدعاء المشروعة في الصلوات وخارجها وعلى انفراد وفي الجماعات، فليكن هذا السلاح بأيدينا في هذه المحنة ولندع لأهلنا في غزة أن يرحم الله شهداءهم ويشفي جرحاهم وينصر مقاتليهم ويهزم أعداءهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإفراطنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين آمين والحمد لله رب العالمين. الدكتور عز الدين توفيق