كشف محمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، عن وثائق تحرزت عليها الحركة خلال عملية الحسم العسكري تؤكد تورط الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بالتجسس على دول عربية وإسلامية وحركات جهادية لصالح الاحتلال والولاياتالمتحدةالأمريكية ودول غربية أخرى، وكذا بالتجسس على رئيس السلطة محمود عباس نفسه. وعرض نزال خلال برنامج بلا حدود الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية، مساء الأربعاء (24/12) وثائق تم التحرز عليها في منتصف يونيو، تؤكد أن هذه الأجهزة تحولت إلى بندقية للإيجار . وأشار إلى أنه من بين الدول التي شملها تجسس الاستخبارات الفلسطينيةباكستان والسعودية واليمن وليبيا والمغرب وعُمان ومصر وقطر والسودان وجيبوتي والصومال، مشيراً إلى أن حماس سلمت وثائق بهذا الشأن لبعض هذه الدول. وقال إن هذه الأجهزة الأمنية الفلسطينية انهارت في غزة كنمر من ورق وخلفت وراءها ملايين الوثائق نقلتها حماس بعدة شاحنات إلى مواقع محددة، وأسست لجاناً داخل فلسطين وخارجها من أجل فرزها وتصنيفها. وأضاف نزال أن من بين هذه الوثائق ما هو إلكتروني على شكل أقراص مدمجة وملفات صوت وصور وفيديو محملة على أجهزة حاسوب، وما هو بخط شخصيات أمنية فلسطينية ويحمل تواقيعها، ومنها أيضاً ما يحمل ترويسة وشعار السلطة الوطنية الفلسطينية. خدمات تحت الطلب وعرض القيادي الفلسطيني، وثيقة مؤرخة في منتصف أيار (مايو) 2006 تثبت أن الاستخبارات الفلسطينية صوّرت المفاعل النووي الباكستاني. وتساءل عن المصلحة من وراء ذلك؟ ولمصلحة من تم جلب هذه المعلومات؟ مؤكداً التحرز على صور المفاعل . كما عرض وثيقة أخرى تحوي معلومات عن مصنع الشفاء السوداني وتقول إن فيه معملا لتطوير الأسلحة الكيماوية، وهي معلومات قال نزال إنها جمعت قبل شهر من قصف الولاياتالمتحدة المصنع في 20 أغسطس/آب 1998، وأشار إلى أن المعلومات المتعلقة بمصنع الشفاء وأحد رجال الأعمال السودانيين جاءت بناء على طلب احتياج محدد من إدارة المخابرات في غزة، الأمر الذي يشير إلى أن جهات طلبت هذه المعلومات وهو ما يركد أن هذه المعلومات ربما كانت وراء القصف الأمريكي للمصنع. وأوضح نزال أيضاً أن المخابرات الفرنسية طلبت من نظيرتها الفلسطينية معلومات عن النشاط الأمني والاقتصادي الإيراني في السودان، وكذا رصد تنظيمات إسلامية هناك وتتبع تحركات الجالية الصومالية في الخرطوم. وكشف عن تقرير أمني أنجز بتاريخ 10 سبتمبر/أيلول 2006 عن وفد عسكري عربي عالي المستوى، تحفّظ نزال عن ذكر اسمه، يقول التقرير إنه زار جنوب أفريقيا للاطلاع على منشآت عسكرية نووية بغرض شرائها، مؤثراً عدم الكشف عن هوية الدولة التي يعود لها هذا الوفد. وأشار عضو المكتب السياسي لحماس إلى أن الاستخبارات الفلسطينية تعاونت مع نظيرتها الفرنسية من أجل اختراق المهاجرين المغاربة في فرنسا وكذا اختراق المقاومتين العراقية والفلسطينية، والتجسس على المنظمات الإسلامية في أوروبا والهند. تجسس داخلي وعلى المستوى الفلسطيني الداخلي، كشف نزال عن وثيقة مؤرخة في 20 يوليو/تموز 2005 تقول إن جهاز الأمن الوقائي التابع لعباس متورط في التجسس حتى على مقر الأخير الشخصي، حيث تم اكتشاف أجهزة تنصت زرعها أحد أفراد الأمن الوقائي في مكتبه وتحت كرسيه. كما اتهم نزال الأمن الوقائي بالتورط في اغتيال شخصيات فلسطينية مثل الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون هشام محمد مكي الذي قتل عام 2001، وكذا في محاولات اغتيال مثل تلك التي تعرض لها السفير الفلسطيني الحالي في مصر نبيل عمرو، وعرض وثائق تظهر نتائج تحقيقات داخلية تظهر هذا التورط. وقال المسؤول في حماس إن مما وقع في أيدي الحركة خطة أمنية صهيونية فلسطينية أمريكية وضعت عام 1998 وتبناها الأمن الوقائي تهدف إلى محاربة ما سمته الإرهاب واعتبر أنها تقصد بذلك فصائل المقاومة الفلسطينية. وأكد نزال أن السلطة الفلسطينية بدأت تطبيق هذه الخطة لكنها جمدتها مع انتفاضة الأقصى، لتعود حكومة تصريف الأعمال في الضفة الغربية (غير الشرعية) بقيادة سلام فياض الآن إلى تطبق بنودها عبر محاربة العمل الخيري والتضييق على المقاومة. وأوضح أن من الوثائق الاستخباراتية أيضاً صوراً لشخصيات فلسطينية وقيادات في حركة فتح تم استدراجها وتصويرها في أوضاع مخلة ومهينة بغرض ابتزازها ومصادرة قرارها السياسي، مؤكداً أن هذه الشخصيات تم تصويرها في غزة وفي عواصم عربية. وأكد أن الحركة حصلت مؤخراً على فيديو حديث قام بتصويره مسؤول أمني كبير لأحد مسؤولي ديوان الرئاسة في رام الله، لافتاً إلى أن هذا المسؤول استدرج المسؤول وصوره في وضع مخل مع فتاة وهو الأمر الذي أثار عباس ودفعه لإقالة المسؤول الأمني، مشيراً بذلك إلى مسؤول المخابرات الفلسطينية توفيق الطيراوي، ورفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة.