احتج الآلاف من المواطنين، في ساحة البريد بالرباط، على الحصار المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ورفعوا شعارات ولافتات تندد بالحصار وتدعو الأنظمة العربية إلى العمل من أجل رفعه، وكذا مناصرة ودعم الشعب الفلسطيني في خيار المقاومة والصمود، كما عبروا عن رفضهم القوي لكل المحاولات التطبيعية مع الكيان الصهيوني؛ في الوقت تعاني فيه غزة من الجوع وتعيش في الظلام. وذلك في وقفة تضامنية دعت إليها مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، استجابة لنداء المؤتمرات العربية الثلاث: المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب العربية. وعرفت الوقفة حضور زعماء وقيادات الحركات الإسلامية وأحزاب سياسية ونقابات وجمعيات حقوقية ونسائية وطلابية، أبرزهم محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وعبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وفتح الله أرسلان الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان، وأحمد وايحمان فاعل حقوقي، عبد الإله المنصوري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، وعبد العالي بنعبد السلام عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إضافة إلى آخرين.. وخلال تسييره لفقرات الوقفة، قال رضى بنخلدون، مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العدالة والتنمية، إنه في الوقت الذي كنا ننتظر التحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح الحدود ، نفاجأ بالحديث عن استعداد المغرب للتطبيع مع الكيان الصهيوني واستقبال الإرهابية تسيبي ليفني، وأكد أن الشعب المغربي يرفض كل محاولة للتطبيع. من جهته، قال عبد الرحيم الشيخي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، إن هذه الأخيرة تدعو إلى الاحتجاج والتضامن في كل المغرب، وخصت ذلك ببلاغ في اجتماع لمكتبها التنفيذي أخيرا، وأكد أن الحركة ترفض بشكل قوي كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكذا أية زيارة محتاملة لـ تسيبي ليفني إلى المغرب. ودعا خالد السفياني، منسق مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، كل رئيس وملك وأمير إلى يركب حافلته ويدخل بها إلى قطاع غزة لكسر الحصار، وتساءل في كلمته وقال السفياني أمام الآلاف إن هذا الحشد الكبير هو تأكيد لموقف الشعب المغربي حول فلسطين ومقدساتها، وتشبثا منه بكل أرضها، التي لا بديل عنها. وأضاف قائلا: إن نبض الشارع المغربي هو ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وضد أن تأتي الإرهابية تسيبي ليفني، وزيرة خارجية الكيان الصهيوني، إلى المغرب، مبرزا أن نبض هذا الشعب هو محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة والأمريكان. وخاطب السفياني الحكام العرب قائلا لهمإنه بدل أن تمنحوا ملايين الدولارات لأمريكا كي تنقذ اقتصادها امنحوا بعضها للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وطالب حكومة مصر التي تمنح الغاز للكيان الصهيوني بثمن بخس، بأن توجه بعضه إلى غزة في فلسطين. من جهته، قال محمد بنجلون الأندلسي، رئيس الجمعية المغربي لمساندة الكفاح الفلسطيني، إن هذا الاحتجاج إنما هو تحمل لمسؤوليتنا في الدعوة إلى رفع الحصار عن غزة، وما تعانيه جراء ذلك من إذلال وتجويع، وأضاف الأندلسي في كلمته بالوقفة أن هذا الحشد هو تعبير عن صوتنا الجماعي المتضامن مع فلسطين. واستنكر الأندلسي مواقف أولئك الذين يعتبرون مقاومة أنفلونزا الطيور أولى وأهم من مقاومة الإرهاب الصهيوني. وتميزت الوقفة بتلاوة بيان المؤتمرات العربية الثلاث من لدن عبد الإله المنصوري، الذي دعا إلى التضامن من أجل رفع الحصار عن غزة، من خلال وقفات ومسيرات احتجاجية، وتخصيص خطب الصلاة ليوم الجمعة لهذه القضية، كما دعا إلى وقف المفاوضات مع الكيان الصهيوني. هذا، وقال عمر أمكاسو، في كلمة باسم المؤتمرات العربية الثلاث التي دعت إلى الاحتجاج والتضامن في كل العالم العربي تحت شعار الصمت عن حصار غزة حصار، إن حصار غزة هو حصار لمشروع المقاومة والممانعة ضد المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يستهدف الأمة الإسلامية، واستنكر أمكاسو موقف الأنظمة العربية التي تبادر إلى إنكار العمليات الاستشهادية للمقاومة الفلسطينية ولا تجرؤ على استنكار حصار شعب بكامله وتجويعه. وثمن المتحدث موقف إلغاء وهم التهدئة مع الكيان الصهيوني. هذا، وأعلن نائب رئيس منظمة التجديد الطلابي، محسن مفيدي، أن منظمته واستجابة لنداء المؤتمرات العربية الثلاث، تعلن عن أسبوع للغضب الشبابي والطلابي في كل المدن الجامعية المغربية، وقال إن منظمتنا تضم صوتها إلى كل الهيئات والمنظمات الرافضة للتطبيع، والداعية إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة.. ...وفي السياق ذاته نظم كل من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بتازة وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني المحاصر عقب صلاة الجمعة الأخيرة أمام مسجد موريتانيا، وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد جمال المسعودي أن الحصار المفروض على قطاع غزة هو امتداد لحملة القضاء على المقاومة لكن ـ يضيف المتحدث ـ بأن الحصار زاد من إحياء القضية في قلوب الشعوب وعرى عن همجية الصهاينة، مؤكدا على أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وطالب من الأنظمة العربية اتخاذ مواقف شجاعة لدعم فلسطين وكسر الحصار عن غزة ماليا سياسيا وإعلاميا، وتخللت الوقفة التي حضرها حشد كبير من المواطنين بصفة عفوية شعارات تستنكر الحصار والصمت العربي، مطالبين من الحكومة المغربية إيقاف التفاوض حول زيارة السفاحة ليفني للمغرب، معتبرين ذلك وصمة عار في جبين المغاربة. وعلى الصعيد نفسه، ندد مئات من المصلين بعد صلاة الجمعة بمسجد السعادة بالجديدة بالحصار الذي يعاني منه الفلسطينيون، رافعين شعارات ترفض الصمت العربي تجاه القضية الفلسطينية وما يعانيه المواطنون في غزة والمدن المحاصرة. الوقفة التي كانت من تنظيم حزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وشبيبة العدالة والتنمية وكذا جماعة العدل والإحسان، عرفت كذلك رفع شعارات تستنكر سياسة الرئيس السابق بوش في الشرق الأوسط وفي العراق وأفغانستان والأراضي المحتلة، ومن جهة أخرى، كانت الأحذية حاضرة أثناء الوقفة تضامنا مع منتظر الزايدي الصحفي الذي رمى بوش بفردتي الحذاء. يشار إلى أن رجال الأمن طوقوا مكان تنظيم الوقفة التي اختتمت بالدعاء للفلسطينيين وللأمة جمعاء.