تحدثت هيئات مدينة مغربية عن احتمال إعادة التطبيع الدبلوماسي الرسمي عبر إعادة فتح مكتب اتصال الكيان الصهيوني بالمغرب. ما هي المؤشرات التي تدل على ذلك؟ هناك عدة مؤشرات وطنية تتعلق بتواتر عدد من التقارير نشرتها وسائل الإعلام مؤخرا حول زيارة محتملة للمسؤولة الأولى في الكيان الصهيوني، الإرهابية تسيبي ليفني، وقد برزت هذه المؤشرات أيضا من خلال مبادرات أخرى تتعلق باستدعاء بعض الجهات المقربة من مصادر القرار في الدولة المغربية لمجموعة من الرموز الصهيونية، وأخص بالذكر ما حدث في طنجة خلال منتدى جنوب المتوسط الذي نظمه معهد أمنديوس الذي يترأسه مغربي، وجه الدعوة لأربع شخصيات صهيونية، من أبرزهم الإرهابي عمير بيريتس الذي يبدو أنه آثر أن لا يحط الرحال ببلادنا، بعد تجديد مجموعة من المحامين المغاربة لدعواهم أمام إحدى المحاكم المختصة بالرباط لإلقاء القبض عليه والتحقيق معه باعتباره مجرم حرب. لكن حضر لهذا اللقاء مجموعة من الصهاينة الآخرون مثل شلومو بنعامي وهو وزير خارجية سابق واهارون ابراموفيتش وهو المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وتم للأسف لقاء بين هذا الأخير ووزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الذي يبدو أنه لم يعد يهتم إلا بملف العلاقة مع الصهاينة. على الصعيد العربي العام هناك بوادر تطبيع حقيقي بين مجموعة من الأنظمة الرسمية العربية والكيان الصهيوني في إطار ما يسمى بمنظات أو هيئات يدعى الآن إلى التأسيس لها في المشرق العربي قصد مواجهة ما يسمى الخطر الإيراني المزعوم، وآخرها ما صرح به وزير الخارجية البحريني من ضرورة إدخال اسرائيل في المنظومة الأمنية العربية، كما تسربت أنباء أكدت حصول لقاء بين ملك البحرين ووزير خارجيته قبل أيام قليلة مع تسيبي ليفني. إذ تم التطبيع رسميا بين الطرفين، كيف ستتعاملون مع هذا الواقع؟ وما هي الخطوات الممكنة في هذا الاتجاه؟ أولا، نحن سنعمل على مناهضة هذه الخطوات التطبيعية، منطلقين من إجماع معظم أبناء الشعب المغربي على رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وشرعنة هذه العلاقات التي حتى في أزهى أيامها تم الاكتفاء بمكتب اتصال معزول لا يدخله زائروه إلا سرا. طبعا سنتصدى لهذه الخطوات بكل الوسائل المشروعة بالاحتجاج والرفض، بالوقفات وبتعبئة الرأي العام حتى لا يقع هذا الأمر، ومن المؤكد أنه لدينا ثقة كبيرة في شعبنا وهيئاته المختلفة لمواجهة هذ الخطوة. بالموازاة مع هذا، قررت المؤتمرات الثلاث: المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية، الإعلان عن أيام لرفع الحصار عن غزة. هل تقدرون أن المستقبل القريب يشير إلى هجمة تطبيعية للبلدان العربية؟ طبعا هذه الهجمة التطبيعية ليست موجهة نحو المغرب فقط بل العالم العربي ككل، فالصهاينة الآن عوض أن يسلموا بمقررات ما يسمى بالسلام وينفذوا التسوية التي سبق أن وقعوها مع السلطة الفلسطينية بحضور بعض قيادات الأنظمة الرسمية العربية، تحولوا من الحديث عن الارتباط بالسلام إلى الحديث عن عملية السلام، وهكذا إذ مر إلى الآن ما يزيد عن 18 سنة دون أن يتحقق شيئ إيجابي للشعب الفلسطيني، وحتى للقوى التي ارتبطت بمسلسل التسوية في الضفة الغربية التي يوجد بها لحد الآن أزيد من 600 حاجز أمني، لا يسلم من التحقيق داخله حتى كبار الشخصيات الممثلة للسلطة الفلسطينية. فإذن إضافة الى ما قلته سابقا بخصوص تصريحات وزير الخارجية البحريني، تجري استقبالات من قبل المسؤولين في المنطقة أو من قبل بعض المسؤولين العراقيين المرتبطين بالاحتلال الأمريكي لمسؤولين في الكيان الصهيوني. أما بخصوص المؤتمرات الثلاث؛ فسننظم فعاليات مختلفة طيلة الأسبوع القادم ستبتدئ يوم الجمعة، وطبعا ستتواصل فيما بعد فعاليات عبارة عن احتجاجات ووقفات في مجمل التراب الوطني، سنتوجها بوقفة وطنية جماهيرية بساحة البريد بالرباط يوم الأحد القادم، وسترفق هذه الفعاليات برسائل للجهات المسؤولة ومذكرات للسفارة المصرية نطلب فيها رفع الحصار عن غزة، لأنه في معظمه مسؤولية مصرية بالأساس، فالحدود مع غزة هي حدود عربية خالصة وليس فيها أي تواجد للصهاينة. كما سنستثمر هذه الأيام لمواجهة هجمة التطبيع الصهيونية في بلادنا، وستكون الشعارات مرتبطة برفع الحصار عن شعبنا بغزة والتضامن معه، وفي المقابل أيضا رفض كل خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي يقودها للأسف بعض المتنفذين في النظام السياسي المغربي، آملين أن يبقى موقف هؤلاء معزولا على الأقل في المرحلة الحالية. عبد الإله المنصوري هو عضو سكرتارية مجموعة العمل الوطنية لدعم العراق وفلسطين