طالب مركز حقوقي يعمل في الأراضي الفلسطينية الحكومتين في غزةورام الله بوقف تسييس شؤون الحج والعمرة، والتخفيف من معاناة حجاج قطاع غزة. وأكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان تلقت الشبكة الإعلامية الفلسطينية الاثنين 1-12-2008 نسخة عنه، أنه وفقاً لمتابعته لهذه القضية فإن حكومة غزة قد أجرت قرعة الحجاج المسجلين لديها، في شهر يونيو الماضي في مدينة غزة في حفل رسمي علني حضره عدد من الوزراء والنواب وأصحاب مكاتب السياحة والسفر. وأوضح في المقابل أن حكومة رام الله أعلنت أنها أجرت القرعة لحجاج الضفة الغربية، وبالتزكية لحجاج قطاع غزة، وأعلنت نتائجها على قناة فلسطين الفضائية. وأشار المركز إلى أن نحو 70 من مكاتب السياحة والسفر في غزة بدأت بتسجيل أسماء الراغبين في الحج منذ 25/5/2008، وحتى 20/6/2008، وذلك بعد أن حددت وزارة الأوقاف والشئون الدينية في كلا الحكومتين مواعيد مختلفة للتسجيل، في ظل قطيعة تامة بينهما، ومن دون أي تنسيق. وقد خلق ذلك إرباكاً لدى المواطنين الراغبين في التسجيل للحج، ووضعهم في حيرة من أمرهم، نتيجة اختلاف مرجعية مكاتب تسجيل الحجاج، وخشيتهم من أن يعود ذلك بالضرر عليهم، في ظل تحذير كلا الوزارتين لمن يتعامل مع الوزارة الأخرى، والتهديد باتخاذ إجراءات ضده. وقد سجل في مكاتب قطاع غزة خلال الفترة المحددة 19295 مواطناً، ليتم اختيار 2200 منهم عن طريق القرعة، وهم حصة قطاع غزة من حجاج فلسطين البالغ عددهم هذا العام 5500 حاج. غير أن حجاج قطاع غزة، الذين كانوا يترقبون ظهور نتائج القرعة، تفاجئوا بإجراء الحكومتين قرعتين مختلفتين كلاً على حدة، وأعلنت كل حكومة نتائج قرعتها. وقد أعلنت وزارة الأوقاف في رام الله عن استكمالها لكافة إجراءات سفر حجاج قطاع غزة المسجلين لديها، بما فيها تجهيز تأشيرات السفر من السلطات السعودية. وفي المقابل لا تزال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة تنتظر موافقة السلطات السعودية في منح الحجاج المسجلين لديها، تأشيرات السفر ليتمكنوا من دخول الديار الحجازية. وأكد المركز على حق كل شخص في حرية العقيدة والدين، بما في ذلك حقه في ممارسة شعائره الدينية، عبر عرقلة تمكينه بشكل منفرد أو عبر جماعات، أو عبر منعه من حرية التنقل والحركة أو السفر لأداء تلك المناسك. ودعا الحكومتين إلى وقف المناكفات السياسية التي تقومان بها، ما ينتهك حق حجاج القطاع في أداء فريضة الحج في الديار الحجازية. وناشدهما بالقيام بكافة الإجراءات العاجلة اللازمة لتسهيل سفرهم فوراً ودون تأخير، عبر معبر رفح البري، ليتسنى لهم أداء فريضة الحج أسوة بغيرهم من باقي المسلمين في كافة أنحاء العالم. وعبر المركز عن خشيته من التداعيات الخطيرة التي يخلفها الصراع السياسي المحتدم بين حركتي حماس وفتح، والتي باتت تهدد بضياع موسم الحج هذا العام على حجاج قطاع غزة، والذين قاموا بدفع كافة الالتزامات المالية عليهم، وجهزوا أنفسهم للسفر لأداء تلك المناسك. وحذر المركز من الانجرار خلف تلك التداعيات التي لا تزال تلقي بعواقب وخيمة على المدنيين في كافة القطاعات، وخاصة قطاعي الصحة والتعليم.