وجهت مساء يوم الثلاثاء 25 نونبر 2008 بمجلس المستشارين انتقادات حادة إلى وزيرة الصحة ياسمينة بادو في ملف تعيين الطبيبات المتخصصات فوج 2007 في مراكز نائية عن أسرهن، فقد أشار أحد المستشارين إلى أن رفع دعاوى قضائية وتنفيذ اقتطاعات في رواتب الطبيبات لا يخلق الجو الملائم لنجاح الحوار بين الطرفين، بل يشجع هؤلاء على هجرة المغرب، داعيا الوزيرة إلى إيجاد حل جذري بدل الإبقاء على منطق الغالب والمغلوب. فيما دعا مستشار آخر للوزيرة بادو إلى الإسراع بحل المشكل ومراجعة قرارات التعيينات؛ لتوفير ظروف الاستقرار النفسي والعائلي للطبيبات المتزوجات، وطلب من المسؤولة الحكومية الاجتماع بهن للاستماع إلى مقترحاتهن لتجاوز المأزق الحالي، فيما حذر مستشار ثالث من أن انتقال الطبيبات إلى مناطق حضرية تبعد بمئات الكيلومترات عن ذويهن قد يسبب لهن مشاكل أسرية، قد تصل إلى الطلاق. من جانبها، دافعت الوزيرة عن موقفها من التعيينات، متشبثة بصواب القرارات، ومعتبرة أن رفضها أصبح صادرا عن أقلية في صفوف الطبيبات، إذ إن 90 من أصل 150 في المجموع التحقن بمقرات عملهن، وشددت على شعار الحق في الصحة للجميع، يتطلب من الجميع بذل تضحيات لسد الخصاص في المستشفيات والمؤسسات العلاجية، ولا يمكن حل هذه المعضلة إن ظل الجميع يتشبث بمحور الرباطالدارالبيضاء. وأعلن بادو عن استعدادها لتوقيع اتفاق مكتوب بينها وبين الطبيبات يسمح لهن بالعودة من المناطق التي تم تعيينهن فيها بعد سنة أو سنة ونصف، مضيفة؛ يجب ألا ننسى أن مئات الطبيبات المتزوجات ذهبن منذ 6 سنوات بعيدا عن أزواجهن وأبنائهن، ولهن الحق في العودة. ونفت الوزيرة أن يكون الكاتب العام لوزارتها قد قال للطبيبات إنه حتى في حال طلاقهن من أزواجهن فأجورهن ستكفي لتلبية حاجياتهن. ولتجاوز الوقوع في مثل هذا الأمر، رأى أحد المستشارين في تعقيبه على جواب بادو أنه لا مفر من البحث عن الحلول الجهوية، وليس المركزية لحل معضلة الخصاص في الأطر الطبية، مضيفا أن حديث الحكومة عن الجهوية ظل في لغة الخطاب وجلسات الحوار، ولم يجد له امتداد في الواقع، فيما ألحت مستشارة على تقديم ضمانات للطبيبات المتخصصات لرجوعهن إلى أسرهن بعد قضاء سنة من العمل في المناطق التي عين فيها. يشار إلى أن المشكلة انطلقت مع تخلي وزارة الصحة على قاعدة درجت عليها منذ سنوات تقضي بمنح حديثات العهد بالتخرج من الطبيبات الشابات والمتزوجات حق التعيين المهني ضمن منطقة لا تتخطى 120 كلم عن مكان إقامتهن، وأجريت قرعة عشوائية أفرزت خريطة تعيينات 150 طبيبة في مناطق حضرية بعيدة في مدن كوجدة والحسيمة وأكادير وبوجدور... وهو ما رفضته الطبيبات فخضن خلال الأسابيع القليلة الماضية الكثير من الوقفات الاحتجاجية أمام مقر وزارة الصحة بالرباط.