لا تتوقف الولاياتالمتحدة عن تقديم أدلة ادانة على نفسها لمعاييرها المزدوجة وعدائها للفلسطينيين ففي الوقت الذي تسمح فيه لكل التنظيمات الصهيونية بجمع التبرعات لخدمة الارهاب والاستيطان في فلسطينالمحتلة تطارد كل المؤسسات التي تظهر تعاطفا مع الفلسطينيين وتلصق بها مختلف التهم. وفي هذا الاطار أدانت هيئة محلفين اتحادية بولاية تكساس الأمريكية مؤسسة الأرض المقدسة الإسلامية الخيرية وخمسة من العاملين فيها بتهمة تقديم 12 مليون دولار على الأقل إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس. وصدر قرار الهيئة في مدينة دالاس الأمريكية بولاية تكساس حيث مقر المؤسسة التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي وأغلقتها السلطات الأمريكية في الحملة على الجمعيات الخيرية الإسلامية بعد هجمات سبتمبر .2001 وقال القاضي في المحكمة الفرعية بدالاس جورج أي سولس إن ثمانية أيام من المداولات في إطار إعادة المحاكمة أظهرت مسؤولية المدعى عليهم بـ108 تهم في قضية المؤسسة التي كانت تعد كبرى المؤسسات الخيرية الإسلامية على مستوى الولاياتالمتحدة. والمدعى عليهم بالقضية هم مؤسس الأرض المقدسة مفيد عبد القادر الذي تشير أوراق القضية إلى أنه شقيق رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مع العلم أن حماس أدرجت منذ العام 1995 في قائمة ما يسمى المنظمات الإرهابية. والثاني هو المؤسس المشارك محمد المزين وهو ابن عم موسى أبو مرزوق نائب مشعل. والمزين أيضا متزوج من ابنة عم المدعى عليه الثالث وهو الرئيس السابق لمجلس أمناء الجمعية غسان العشي. ويواجه عبد القادر حكما بالسجن لمدة 55 عاما، فيما يواجه المزين حكما بالسجن لخمسة أعوام، في حين يواجه العشي الذي قضى ستة أعوام بالسجن حكما بالسجن مدى الحياة. والمدعى عليه الرابع في القضية -الذي يواجه حكما بالسجن المؤبد- هو شكري أبو بكر الذي تقول أوراق القضية إنه شقيق ممثل حماس السابق باليمن جمال عيسى. أما المدعى عليه الخامس فهو ممثل مؤسسة الأرض المقدسة في نيوجيرسي عبد الرحمن عودة الذي يواجه حكما بالسجن لـ55 عاما. وأكد المدعى عليهم الخمسة براءتهم في المحاكمة التي بدأت في سبتمبر الماضي، فيما ارتفع نشيج ذويهم في قاعة المحكمة وقت صدور الحكم. وصاحت ابنة العشي في قاعة المحكمة قائلة إن أباها ليس مجرما واتهمت السلطات بمعاملته أثناء الاحتجاز كالحيوانات. ولم يوجه الادعاء العام الاتهام للهيئة بتمويل الأنشطة التي وصفت بأنها إرهابية أو المشاركة بأنشطة إرهابية، لكنه قال إن مساعدات الجمعية استخدمت من قبل حماس لدعم الموازنات المخصصة للأنشطة العسكرية. وقال نص الاتهام إن الحكومة وجدت في معظم الحالات أن مساعدة ذوي الإرهابيين المعنيين يوازي من الوجهة الأخلاقية عملية تفجير سيارة. ولم يحدد موعد النطق بالحكم وسط تقديرات بأن تكون الأحكام الصادرة على المدعى عليهم شديدة القسوة.