دعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس جمهورية مصر والعرب لتوفير مستلزمات الحوار الوطني الفلسطيني لكي ينجح، وأن يكونوا بمثابة الأخ الأكبر الذي يرعى الجميع ويقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف. وشدد مشعل الذي كان يتحدث في افتتاح فعاليات المؤتمر العربي الدولي لحق العودة ظهر الأحد 23-11-2008 على أن حركته تجاوبت مع كافة المساعي العربية لإعادة الوحدة الفلسطينية، رابطاً مشاركتها في الحوار بالاستجابة لمتطلبات الحوار. إنهاء الانقسام الفلسطيني وذكر أن حركته طالبت بمستلزمات أساسية لا ينجح الحوار إلا بها، سيما أن يكون الاتفاق ضمن رزمة واحدة، وأن يكون هناك حوار وليس جلسة توقيع، وتوفر الأجواء للحوار عبر إطلاق المعتقلين السياسيين، إلى جانب أن يكون هناك تكافؤ بين الأطراف المتصالحة، ورفض تجريم المقاومة وسلاحها وفرض شروط سياسية. وقال: طالبنا بالحق البديهي بأن يكون هناك تكافؤ بين الأطراف المتصالحة، ورفضنا تمرير خطوتين، وهي أن نفوض المفاوض الفلسطيني، وأن نمدد التهدئة في غزة لتصبح حالة دائمة وخطوة إستراتيجية وليس ضمن حالتها الطبيعية كخطوة تكتيكية . وأضاف ليس لدينا مشكلة مع مصر والعرب، بل هم عمقنا الاستراتيجي، ونحن نصر على هذه المستلزمات، وهذه ليست شروطاً بل هذا حق لنا والعرب دورهم الرعاية . وشدد على أن حركته تريد وحدة وطنية تنهي حالة الإنقسام وتوحد الضفة والقطاع، وتبني الأجهزة الأمنية على أسس وطنية، وتعزز الحالة الديمقراطية. وأضاف نريد أن نرتب بيتنا في ديمقراطيتنا الفلسطينية، وأن نحارب الفساد ونريد الإصلاح، وأن نجمع الصف الفلسطيني على برنامج المقاومة ويسعى إلى تحرير الأرض وتحرير القدس وهدم المستوطنات والجدار وتحرير الأسرى، والطريق إلى ذلك لا يتم إلا بإستراتيجية المقاومة والصمود . تعلمنا من مدرسة فتح وجه كلمة لأبناء حركة فتح قال فيها: مشكلتنا ليس معكم بل نعتز بتاريخ حركة فتح، وأنا وأبناء جيلي تعلمنا من مدرسة فتح حين كنا طلاباً، فنحن مختلفون مع الخط الذي أسقط ميثاق حركة فتح . وقال: إن اللذين حاضروا عرفات وانقلبوا عليه ورفعوا عنه الغطاء، هم أنفسهم الذين يلاحقون المقاومة، ويحاصرون حماس ويحرضون عليها العرب، ويوفرون الغطاء على ذلك . حصار غزة من جهة أخرى، وصف رئيس المكتب السياسي لحماس حصار غزة بالعار الكبير على الأنظمة العربية الرسمية، داعياً إياهم إلى النظر إلى سكان غزة الذين يعانون من حصار يشتد يوماً بعد يوم. وقال: عار كبير الذي يجري في غزة، فالمأساة أكبر من أن نتحدث . وخاطب العرب والمسلمين قائلاً: ، فالمأساة تكفي لتحريض من في قلبه ذرة إيمان ورجولة، عار على النظم العربية والإسلامية، معظم النظم تسلم أهل غزة للعدو، ومعظم القيادات الرسمية تخذل أهل غزة ، داعياً إياهم لإرسال السفن عبر البحر إلى غزة. ويعيش سكان غزة في حصار مشدد في ظل مواصلة دولة الاحتلال إغلاق معابر القطاع لليوم الثامن عشر على التوالي، مما تسبب بكارثة إنسانية أتت على جميع قطاعات الحياة في القطاع. حق العودة وفي سياق أخر، أكد مشعل على أن حق العودة حق أصيل كفلته كافة المواثيق، وهو حق شرعي قانوني لا جدال فيه، ولا تملك أي جهة أو منظمة أن تتنازل نيابة عن أحد، وهو حق ثابت لا يسقط بالتقادم وقال: حق العودة ليس مجرد مبدأ نتمسك به أو اعتراف نريده من الصهاينه، بل هو حق نمارسه على أرض الواقع، وهو لا يلغى بالتعويض أو التوطين أو الوطن البديل . ووصف كل من يتساهل بحق العودة أو يتحدث عن صعوبته على (إسرائيل) بالمتورط في مصادرة حق العودة، الذي هو من أهم حقوق شعبنا، ومتورط في مشاريع التوطين والوطن البديل، والتي تريح العدو المسؤول عن التشريد ملايين الفلسطينيين . وطالب الدول العربية أن ترحم أبناء الشعب الفلسطيني وأن تسهل لهم أمور حياتهم ، لا سيما العمل والتعليم والعلاج، شاكراً تلك الدول لاستضافتها الفلسطينيين. وطرح أسئلة وصفها بالبرئية: لماذا توقفت المفاوضات خمس سنوات عجاف في عهد ياسر عرفات، ولماذا عندما فازت حماس وتشكلت حكومتها بقيت متوقفة، ولماذا انطلقت المفاوضات بعد أن جرى الانقسام في أرض الوطن رغم سقوط أولمرت وانتخابات إسرائيلية جديدة وانتهاء الإدارة الأمريكية الجديد . وأدان استمرار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في ظل الإنقسام الفلسطيني، ووضع عليها علامات استفهام كبيرة، واعتبر المفاوض ليس مؤهلاً ولا مفوضاً ولا يملك الحق بذلك.وتابع استعادة الحقوق لا تتم عبر المفاوضات، والحقوق المشروعة لشعبنا ليست بضاعة للتسويق وواصل حديثه لدينا مشروع عظيم وهو أن ننجز حق العودة وأن نفرضه على العالم كله، ومخطأة هي الحسابات الغربية، إذا ظنوا أن شعب فلسطين يموت، شعب فلسطين ما زالت عينه وبوصلته نحو الوطن وفلسطين .