دعت الجامعة الوطنية لعمال السكك الحديدية بالدارالبيضاء قبل أيام إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية إلى التحقيق في بيئة العمل داخل تلك المشاغل الكبرى للدار البيضاء، والتي لا تزال تستخدم فيها مواد ضارة (الأسبستوس مَُّفىٍء) بصحة السككيين؛ بالرغم من حظرها عالمياعلى حد تعبير بلاغ صادر عن مجلسها النقابي، وقد عبرت الجامعة عن تذمرها الشديد؛ من جراء الوفايات المتكررة للمعاونين بتلك الأوراش، والتي تتكلف بإصلاح وصيانة معدات القطارات، كما يطالب بتفعيل واحترام تعليمات الصحة والسلامة في أماكن العمل، ووضع برنامج شمولي للصحة والسلامة؛ خاص بجهة الدارالبيضاء لتفادي حوادث الشغل والأمراض المهنية؛ التي أدت إلى وفيات في صفوف العمال وفق ما تضمنه البلاغ.ومن جهتها نفت إدارة المكتب الوطني للسكك الحديدية في اتصال هاتفي بـ التجديد وفاة عمال في أوراش الدارالبيضاء؛ نتيجة الإصابة بمادة الأسبستوس (شخءةحء) المسببة لمرض سرطان الرئة، والمحظورة من لدن المنظمة العالمية للصحة والاتحاد الأوروبي، وكذب توضيح مكتوب من الإدارة، توصلت به التجديد، هذه التصريحات التي وصفتها بـ الواهية، نافية وجود أي مادة خطيرة في مشاغل الصيانة التابعة له، خاصة وأن هذه المشاغل قد أحرزت على شهادة الجودة إيزو ,9000 وأضافت أنه لم يبلغ إلى علمها من لدن مندوبي العمال وقوع مشكل من هذا القبيل، ولم يسبق قط أن سجل في أي من جداول أعمال اللجان المختلطة للمؤسسات التي تضم مندوبي العمال ومسؤولي المكتب، والتي تجتمع بصفة دورية ومنتظمة عدة مرات خلال السنة. من جهة أخرى، علمت التجديدمن مصدر مطلع داخل المكتب أن مادة الأسبستوس كانت تستعمل قبل عقد التسعينيات بوصفها مادة عازلة للحرارة ومقاومة للحرائق في مقطورات القطارات، ولكنه تم حظرها نهائياً واستبدلت بمادة أخرى غير ضارة، وتم التخلص من المقطورات الموجودة فيها.وحسب منظمة الصحة العالمية فإن نحو 125 مليون نسمة في شتى أنحاء العالم يتعرضون لمادة الأسبستوس في العمل، كما يقضي 90 ألف شخص نحبهم كل عام جراء أمراض لها صلة بتلك المادة، على رأسها مرض سرطان باطن الرئة، وقد حظر الاتحاد الأوروبي استعماله بجميع أنواعه، كما أنه لا يسمح برميه بعد استعماله بطريقة مكشوفة، بل بوضعه بإحكام في أكياس بلاستيكية.