ذكرت مصادر إعلامية صهيونية أن فريق سلطة رام الله بصدد نشر إعلان تجاري يتضمن المبادرة العربية للسلام في وسائل الإعلام العبرية، دون الإشارة إلى أي كلمة عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجّروا منها، وهو ما تخلى عنه رئيس السلطة محمود عباس في تصريحاته الأخيرة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية على موقعها الإلكتروني عن مصدر قوله إن إعلانات مماثلة لمبادرة السلام العربية سيتم نشرها في وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية للاطلاع العام على فحوى المبادرة والتأثير عليهم، متوقعاً أن تظهر الإعلانات في الصحف الصهيونية اعتباراً من يوم الخميس المقبل (يعني اليوم). وقالت الصحيفة إن هذه المرة الأولى التي تقوم بها السلطة الفلسطينية باستخدام هذه القناة (وسائل الإعلام الصهيونية) للتواصل مع الرأي العام الإسرائيلي. وتعتبر مبادرة السلام السعودية التي أقرتها قمة جامعة الدول العربية عام 2003 والتي تدعو لاتفاق سلام شامل وانسحاب صهيوني إلى حدود الرابع من يونيو مقابل التطبيع الكامل بين الدول العربية والكيان الصهيوني. ويأتي نشر الإعلان التجاري، حسب الصحيفة، بعد مداولات طويلة بين كبار المسؤولية الفلسطينيين في السلطة والعضو العربي في الكنيست ورئيس القائمة العربية الموحدة أحمد الطيبي. وقال الطيبي للصحيفة هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها السلطة بذلك، مضيفاً: على الرأي العام (الإسرائيلي) من خلال هذه الإعلانات قراءة تفاصيل المبادرة العربية للسلام الشامل، وهذه فرصة لكم لا يمكننا تفويتها. وأوضح الطيبي أن رئيس السلطة محمود عباس يعتقد أن هذه المبادرة أفضل آلية لتسوية النزاع وأنه يرى أن الرأي العام الإسرائيلي والنظام السياسي لم يتم إعطاؤه فرصة للتعرف على تفاصيل المبادرة العربية(كذا)، ولذلك تم اتخاذ قرار بالتقرب من الجمهور الإسرائيلي مباشرة، على حد تعبيره. وفي أول رد فعل على ما نشرته الصحيفة الصهيومية، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن إقدام سلطة رام الله على نشر إعلانات في الصحف العبرية تتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، تعبّر عن حالة إفلاس كبير للسلطة في الحصول على أي شيء عن طريق المفاوضات مع العدو الصهيوني، مشددة على أن أي تسويق للتطبيع والاعتراف والتفاوض مع المحتل على حساب حقوقنا وثوابتنا هو تسويق رخيص. وقال فوزي برهوم، المتحدث بالرسمي باسم الحركة في تصريح صحفي أمس الأربعاء: ما تعكف السلطة على نشره من إعلانات تتخلى فيها عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم يعبر عن حالة إفلاس كبير للسلطة في أن تحصل على أي شيء عن طريق المفاوضات مع العدو الصهيوني، وتحديداً بعد انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش وقرب انتهاء عام ,2008 ومحصلة التفاوض مع الاحتلال لصالح السلطة صفر بينما جنى المحتل الصهيوني كل شي. وأشار برهوم إلى أن هذا التسويق رخيص من قبل السلطة فيما يتعلق بحقوق شعبنا، التي نؤمن أنها تنتزع ولا يتم انزالها بالمزاد بهذه الطريقة، مما يقلل من شأنها وأهميتها لدى المطلعين على هذه الإعلانات. وأضاف قائلاً: واضح أن هذه الطريقة هي فقط تسويق للتطبيع والاعتراف والتنسيق من جديد مع الاحتلال بعد أن اقتنع العالم أجمع بعدالة القضية الفلسطينية وظلم وإجرام الاحتلال الصهيوني. ولفت المتحدث باسم حماس الانتباه إلى أن هذا التسويق بهذه الطريق يدل على بداية مرحلة من الإفلاس لدى السلطة الفلسطينية من أن تحقق أي شيء لأبناء شعبنا، لا سيما أننا نرى سلم التنازلات الخطير عن حقوق شعبنا وتحديداً حق عودة اللاجئين. ومضى يقول: نعتقد أن هذه الطريقة تنسجم مع تسويق رأس الأفعى (رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز) للاعتراف بالعدو في مؤتمر الأديان، ونؤكد أن الحقوق الفلسطينية ظاهرة ومعروفة كوضوح الشمس في رابعة النهار والأصل أن تنتزع انتزاعاً لا أن تستجدى بهذه الطريقة، مشدداً على أن الطريق الوحيد لاسترداد هذه الحقوق ليس الاستجداء وإنما القوة والمقاومة.