يذهب أكثر المتتبعين إلى أن حزب التجمع الوطني للأحرار كان مهددا بنزيف حقيقي، ليس على مستوى قيادته التي التحق بعضها بـحركة كل الديمقراطيين التي أسسها الهمّة، بل على مستوى فريقه البرلماني الذي كان يتوقع له أن يرحل أعضاؤه نحو فريق الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الإطار؛ اعتبر القرار المفاجيء بالإندماج بين الفريقين البرلمانيين لكلا الحزبين، في صالح التجمع الوطني للأحرار، وبالتالي فإن ما حصل كان صفقة متكافئة بين الطرفين. بل يذهب هذا الرأي إلى القول بأن احتضان فريق الأصالة والمعاصرة قبل تأسيس الحزب كان مما تم التفكير فيه، على اعتبار أن حركة كل الديمقراطيين استقطبت قيادات تجمعية وازنة. وإن كان القرار السريع للاندماج أعطى صورة بأن الأصالة والمعاصرة هي من ارتمت في أحضان التجمع الوطني للأحرار. وعلى خلاف ذلك؛ فإن ثمة رأيا آخر يقول بأن الأحرار هو من ارتمى في أحضان حزب الهمّة، بمبرر أن هذا الأخير انخرط عمليا في تجميع ما ينعت بالأحزاب الليبرالية، أي التجمع الوطني للأحرار، الحركة الشعبية، الاتحاد الدستوري، في قطب ليبرالي واسع. والذي يسعى وراءه الهمّة، الذي ما فتأ يواصل عقد لقاءات متواصلة بين الأصالة والمعاصرة وهذه الأحزاب، والتي تؤكد أنها عازمة على تشكيل هذا القطب قبل الانتحابات الجماعية لـ .2009 أما الهدف من وراء ذلك، أي تجميع الأحزاب التي تنعت بالإدارية، فهو أنه يجمعها باش يخدم بيها، يقول مصدر فضل عدم ذكر اسمه، وهو بذلك يعرف أن هذه الأحزاب التي نشأت في ظروف سياسية متوترة، أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، لها علاقات قوية بأكثر من جهة في الدولة، ولذلك فالهمّة حسب هذا الرأي يسعى إلى تجاوز هذا الوضع، بأن يجعلها مرتبطة به، ومن خلاله مع الدولة، ما دام هو نفسه يؤدي دورا أرادته الدولة، وحزبه بات ينعت بأنه حزب الدولة. وأبعد من ذلك؛ رأى مصدر آخر في تحركات الهمة تهديدا لاستقرار الفريق الحكومي الذي يقوده عباس الفاسي، بالرغم من التطمينات التي يصرح بها، والتي مفادها أنه لن يكون هناك تعديل حكومي، غير أن احتمال تغير الخريطة السياسية في نتائج الانتخابات الجماعية؛ سيجعل تلك التصريحات صعبة التصديق.