تسيطر حالة من القلق الشديد على المزارعين الفلسطينيين الذين يقطنون المناطق الواقعة على حدود خط التماس مع اسرائيل جنوب قطاع غزة، بعد تحذيرات اطلقتها مؤسسات حقوقية من وجود خطر تسرب لاشعاعات نووية اسرائيلية، عقب اكتشاف حالات تشوه اجنة لنساء حوامل، وعدد من الحيوانات في الفترة الاخيرة، رغم عدم وجود تأكيد رسمي لهذا الامر. الحكاية التي تشغل الشارع الغزي في تلك المنطقة الحدودية القريبة من مفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي عشرات الكيلومترات، هي ظهور عدة حالات تشوه اجنة لحيوانات خلال الفترة الماضية، فكانت اولى الحالات حين وضعت ارنبة جنينين مشوهين، توفيا بعد ربع ساعة من الولادة، وتلتها وضع نعجة مولودا بدون رأس، دفع بالمواطنين الى التوجس بوجود خطر يحدق بهم، بعد ان شعر عددا منهم ان الامر لم يعد طبيعيا، خاصة بعد اكتشاف سيدتين من عائلة واحدة، انهن يحملن اجنة مشوهة. عقب هذه الحوادث التي تناقلتها وسائل الاعلام والمؤسسات الحقوقية، تفاعلت الاخبار وانتشرت بشكل واسع النطاق في القطاع الساحلي صغير المساحة، وكثير العدد، لحد ان بعض السكان هنا اصبح ينظر الى وجود اشعاعات نووية بأنه امر من المسلمات، رغم عدم تأكيد الجهات الرسمية التي قامت باجراء تحاليل مبدئية بوجود اي تسرب اشعاعي، لكن حجم الخطر جعل الحديث عن الاشعاعات النووية مادة دسمة في الدواوين والمجالس العائلية. ويذكر احد المزارعين من جنوب القطاع ان هناك سكانا في بلدة عبسان التي اكتشفت فيها حالات تشوه الاجنة اصبحوا يستشهدون بحادث مفاعل تشرنوبل الروسي لتأكيد حجم الخطر الذي قد يلم بهم في حال تم تأكيد الخبر، وشيدت فرنسا مفاعل ديمونا لاسرائيل في العام ,1962 في منطقة وسط صحراء النقب، واقامت الاخيرة حوله منظومة أمن قوية لتأمينه من الاخطار الخارجية. وتقول مؤسسة الضمير التي حذرت من الموضوع ان 48 في المائة من النفايات السامة للمصانع الاسرائيلية تصل الى مناطق الدفن الرسمية، وان 52 في المائة من هذه النفايات الخطيرة لم تعرف اماكن دفنها مما يثير الشك بأنها دفنت في اراضي الضفة والقطاع.