قالت أسماء لمرابط رئيسة المجموعة الدولية للدراسات والتفكير حول النساء والإسلام إن هذه المجموعة تأسست من أجل إيجاد حلول للمرأة المسلمة التي تعيش الآن بين كفي عولمة عمياء، وبين حلول دينية تقليدية مقاومة لكل إصلاح. وأضافت؛ لنا الحق كنساء مسلمات في اختيار المرجعية التي سنعتمدها لنكافح من أجل المساواة والعدالة والإنصاف، مع الاعتماد على تقاليدنا الروحية لأننا مقتنعون بذلك. وأوضحت أن المرجعية الإسلامية التي تنطلق منها المجموعة لا تتنافى مع القيم الكونية والحداثية الراهنة، خاصة وأن قضايا المرأة تحتاج إلى تضافر جهود كل من علماء النص وخبراء الواقع. وأشارت لمرابط إلى أن الحلول الحالية المعمول بها في البلدان الإسلامية غير قادرة على الإجابة عن الأسئلة الملحة التي يطرحها واقع المرأة المسلمة، فبالرغم من أن الحلول القانونية ضرورية؛ لكنها يجب أن تمر بحسبها عبر تغيير العقليات، لهذا تهدف هذه المجموعة إلى مقاومة الأفكار المسبقة عن المرأة، وتتبع المفاهيم التي التبست بالواقع الاجتماعي للعالم الإسلامي عبر التاريخ، والبحث في الأدبيات الإسلامية التي تحمل تلك الأفكار المتسربة إلى فهومات الناس وإلى الخطابات المبثوثة عبر القنوات الفضائية. من جهتها أشادت عائشة الحجامي منسقة المجموعة في المنطقة المغاربية بالعلماء الذين اشتغلوا في فقه المصالح؛ مثل الشاطبي وأحمد الريسوني وفريد الأنصاري وغيرهم، والذين قاموا بحسبها بمجهودات جبارة في مجال فقه المقاصد والمآلات المبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد، والتي يمكن استثمارها في الاستنباط في قضايا المرأة وفقا لفقه الواقع. من جانبها أشارت مليكة حميدي الناطقة الرسمية باسم المجموعة إلى ظهور تيار بارز داخل النساء المسلمات العاملات في الحركة النسائية في الغرب، يناضل من أجل حقوق المرأة بالاستناد إلى المرجعية الإسلامية، مما يؤشر بحسبها على تزايد وعي النساء المسلمات في الغرب بأهمية ما تتضمنه المرجعية الهوياتية من قدرة على الإجابة على الأسئلة الملحة لواقعهن المعاصر في مقابل تراجع انبهارهن بالمرجعية الغربية. وكان مقر الرابطة المحمدية للعلماء قد استضاف مساء يوم الجمعة الماضي إطلاق المجموعة الدولية للدراسات والتفكير حول النساء والإسلام؛ بحضور ثلة من الباحثين والمهتمين بقضايا المرأة، وقد افتتح اللقاء الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة بمداخلة قدم فيها المجموعة وأهدافها التي تركز بالأساس على البحث في مجموعة من الإشكالات التي يثيرها الرأي العام حول القضايا النسوية، وذلك بالاعتماد على شبكة من الباحثين والباحثات الذين سيتناولون قضايا قد تتطلب من الباحث الواحد عشرات السنين. وأوضح عبادي أنه بالاشتغال بطريقة جماعية ووفق منهجية واضحة ستصدر المجموعة موسوعة فيها إبانة لكثير من الأمور في غضون سنة ونصف، وأشار إلى أن البحوث المتعلقة بالمرأة تعرف عدة مستويات منها ما هو سيوسو ـ اقتصادي واجتماعي وسياسي، خاصة وأن نظرة الناس إلى المرأة حكمتها تسربات نفذت إلى عقول الناس عبر عقود من الزمن، وهكذا فمن مهام البحث العلمي الذي ستضطلع به المجموعة هو تتبع تلك الحمولات المفاهيمية التي أصبحت مع مرور الوقت من المسلمات.