اعتبر موسى الشامي رئيس جمعية حماية اللغة العربية في تصريح لـالتجديد أن ما أورده عبد العلي بنعمور، رئيس مجلس المنافسة وعضو المجلس الأعلى للتعليم، خلال المحاضرة التي ألقاها الإثنين 20 أكتوبر 2008 بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول قصور اللغة العربية وعدم مسايرتها للتطور أنه قول يضرب في العمق تاريخ وقوة اللغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية كانت على مر العصور لغة العلم والمعرفة، ومنها استقى الغربيون علومهم في عصر النهضة الأوربية. كما أكد الشامي أن ما تعيشه اللغة العربية اليوم من تأخر ليس نتيجة لتأخر اللغة في حد ذاتها، أو لقصورها عن تدارك ركب التقدم، وإنما هو نتيجة طبيعية لقصور العقل العربي عن الإبداع باللغة العربية، موضحا في الوقت نفسه أن اللغة العربية هي لغة مطورة وجاهزة، وخير دليل على ذلك أن هناك كتابات علمية عميقة باللغة العربية؛ مازالت تشكل المصادر الرئيسية في العلوم، مثل كتابات الرازي وابن سيناء وغيرهم. وفي الوقت نفسه حذر الشامي من مغبة استغلال فترة ركود الحضارة العربية ضدا عن اللغة العربية، لصالح لغات أجنبية، وتغليبها على اللغة الوطنية، مؤكدا أن الغرب أيضا مر من نفس الفترة التي يمر منها العرب اليوم في عصر ما قبل النهضة الأوربية، وهذه حقيقة تاريخية يتحمل فيها العقل البشري المسؤولية وليس اللغة. وأضاف الشامي؛ بما أن أزيد من 60 في المائة من العرب يعانون من الأمية والجهل، فلا يمكن أن ننتظر إنتاجا علميا غزيرا باللغة العربية، مادام العقل العربي مكبلا بالأمية، وغير قادر على تطوير لغته. ودعا الشامي إلى تجاوز النظرة الدونية للغة العربية، والنهوض بالإنسان العربي وتمكينه من لغته؛ كي يستطيع أن يبدع بها ويساير تقدم العصر، لأنه هو القاصر وليست اللغة في حد ذاتها. وجاء تصريح الشامي ردا على المحاضرة التي ألقاها عبد العلي بنعمور، واتهم فيها اللغة العربية بالقصور، ودعا في نفس المحاضرة إلى فسح المجال للأمازيغية، وجعلها اللغة الرسمية الأولى لكل المغاربة، في ظل عدم قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور حسب زعمه.