دعا وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الذي يتولى حاليا رئاسة منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك الى خفض كبير في انتاج المنظمة التي ستعقد اجتماعا استثنائيا في 24 اكتوبر في فيينا، وذلك لحماية مصالحها الوطنية. وصرح خليل للصحافيين على هامش زيارة الى ولاية تامنراست الواقعة على مسافة 2000 كلم جنوب العاصمة الجزائرية سيتقرر خفض الانتاج خلال اجتماع اوبك الاستثنائي المقبل ويجب ان يكون كبيرا لاقامة التوازن بين العرض والطلب. واضاف اذا كان ضروريا ان يكون انتاج النفط مليون ونصف مليون برميل يوميا فسيكون كذلك واذا كان يجب ان يكون مليونين فسيكون مليونين. وقررت اوبك عقد اجتماع طارئ مبكر في 24 اكتوبر بعد ان كان مقررا في 18 نوفمبر لمناقشة الازمة المالية العالمية. وبعد ان بلغ سعر برميل النفط 147 دولار محطما اعلى مستوى في يوليو هبط الجمعة الى حوالي71 دولار فيما يتوقع المستثمرون خفض انتاج اوبك بعد اجتماعها الطارئ. جهود الاوبك لحماية مصالحها ووجهت بإنتقادات غربية مسبقة أبرزها جاءت من لندن ووصفتها بأنها مشينة. فقد سارع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الى القول ان اعتزام دول المنظمة خفض إنتاجها مشين جدا. وقال أمام المسؤولين الاقتصاديين في نوتنغهام اعتقد انه من المشين جدا ان تفكر أوبك في الاجتماع في الأيام المقبلة لخفض إنتاجها بهدف رفع الأسعار، وسنحاول بالتأكيد منع ذلك.وتأتي انتقادات براون في وقت وصف فيه المراقبون الوضع الاقتصادي العالمي بالمريب في اشارة واضحة الى أن العقلية الرأسمالية دأبت منذ ظهورها على افتعال الأزمات قصد امتصاص اخرى، وتبدو الصورة اكثر وضوحا داخل منطقة الخليج العربي حيث تواجه اقتصادياتها أضخم عملية استنزاف مقصودة ومتتالية. ويستند الاقتصاديون في هذا التأويل، الى حجم الكارثة التي تمر بها الاقتصاديات الخليجية التي بدأت منذ ازمة ارتفاع أسعار النفط ثم تبعتها الأزمة الغذائية. وبعد ذلك حلت ازمة اسواق المال تلتها انخفاضات قياسية لاسعار النفط. وقد تنامى الخوف على اقتصاديات المنطقة البترولية العربية بشكل مفزع بعد تساؤلات المستثمرين الخلجيين عن مصير استثماراتهم في الخارج المقدرة بحوالي 2500 مليار دولار وايضا الى التراجع الكبير في اسعار النفط الذي يشكل المصدر الرئيسي لمداخيل دول المنطقة النفطية.