طالب الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل الدول الأعضاء بإقرار خفض كبير في إنتاج النفط وانسجمت تصريحات العديد من أعضاء أوبك مع مساعي إقرار تخفيض الإنتاج لمواجهة تراجع أسعاره. وقد اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أن مساعي الدول المنتجة للنفط لتخفيض إنتاجها أمر«مخز». وأوضح أن من شأن تقليل إنتاج النفط الإسهام في رفع أسعاره في وقت يواجه فيه العالم أكبر أزمة مالية منذ عقود. وأعرب خليل عن اعتقاده أن على أوبك التي ستعقد اجتماعا طارئا في 24 من الشهر الجاري أن تخفض إنتاجها بكمية تتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا. وأضاف خليل أن أوبك تريد سعرا مستقرا وعادلا للنفط يتراوح بين 70 و 90 دولارا للبرميل. وأعرب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز عن أمله في أن يحقق سعر النفط استقرارا بين 80 و90 دولارا للبرميل. وسجل سعر برميل النفط أقل من 70 دولارا يوم الخميس الماضي متراجعا إلى أدنى مستوى له خلال 17 شهرا وخاسرا 55% من قيمته التي وصلها في منتصف يوليوز الماضي، وهي أكثر من 147 دولارا للبرميل. وكانت كل من قطر وفنزويلا وإيران وليبيا قد طالبت بأن يتفق أعضاء المنظمة التي تتكون من 12 عضوا وتنتج 40% من الإنتاج العالمي للنفط على خفض الإنتاج لوقف التراجع الحاد في الأسعار. وقال وزير الطاقة والصناعة القطري إن السعر المستهدف للنفط ينبغي ألا يتجاوز 100 دولار، ونبه إلى أن التراجع الحاد لأسعار النفط حاليا سيضر بميزانيات الدول المصدرة للخام. وتوقع الوزير القطري في تصريحات سابقة للجزيرة أن تخفض المنظمة صادراتها بأكثر من مليون برميل يوميا. وفي وقت سابق حذر وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري من أن هبوط أسعار النفط وعدم عودتها إلى ما سماه «مستواها المنطقي» من شأنه إلحاق أضرار بالاستثمار والمستهلكين. وصرح رئيس المؤسسة الوطنية الليبية بأن أوبك ربما تحتاج لخفض إمدادات النفط الخام بهدف زيادة الأسعار. وكانت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية قد خفضت هذا الشهر تقديراتها للطلب العالمي على النفط في العام القادم بسبب احتمالات انخفاض نمو الاقتصاد العالمي. وتوقعت أن يبلغ متوسط الاستهلاك العالمي للنفط في المتوسط 86.92 مليون برميل يوميا عام 2009 مرتفعا بنحو 780 ألف برميل عن الطلب هذا العام ولكنه يقل ب140 ألف برميل عن التوقعات السابقة.