كشفت وسائل اعلام دولية عن معلومات تفيد بأن شحنة الأسلحة التي كانت تقلها سفينة فاينا الأوكرانية المحتجزة لدى قراصنة قبالة السواحل الصومالية لم تكن مرسلة الى كينيا، وفق ما صرحت به وكالات الانباء العالمية في السابق، بل انها كانت تتجه الى جنوب السودان. وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إنه علم أن وزارة الدفاعالكينية تعاقدت على شراء ما تحمله سفينة فيانا نيابة عن حكومة جنوب السودان بتأييد من الولاياتالمتحدة. واحتجز القراصنة السفينة الأوكرانية في بحر الصومال وهي في طريقها الى كينيا وعلى ظهرها 33 دبابة من طراز تي 72 - بالاضافة الى قاذفات قنابل وذخيرة. ومن بين افراد الطاقم المكون من 21 عضوا 17 اوكرانيا وروس ولاتفيين. وطالب القراصنة بفدية قدرها 35 مليون دولار مقابل تسليم السفينة الأوكرانية. وانتشرت المخاوف بين السياسيين الموالين للغرب في منطقة القرن الافريقي من أن تؤول شحنة العتاد المحملة في السفينة الى الثوار في الصومال مما يعزز موقفهم خاصة في مواجهة قوات الاحتلال الاثيوبية. ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان في المنطقة أن السفينة الأوكرانية التي تتجه الى مدينة هراديري الساحلية وهي منطقة يسيطر عليها الاسلاميون الصوماليون. وأماطت وكالة نوفوستني الروسية للأنباء اللثام عن معلومات تؤكد ضلوعكييف ونيروبي في صفقة أسلحة مشبوهة تهدد أمن المنطقة. وذكرت الوكالة نقلا عن البروفيسور فلاديمير شوبين، نائب رئيس معهد الدراسات الإفريقية الروسي، إن جنوب السودان اقتنى 300 دبابة خلال الأشهر القليلة الماضية وأن الولاياتالمتحدة دفعت التكاليف عن طريق طرف ثالث. ورجح الباحث الروسي صحة المعلومات التي أعلنت عنها بي بي سي، مشيرا إلى أن كينيا ساندت حركة تحرير جنوب السودان في تمردها ضد الحكومة المركزية السودانية، مدعومة من الولاياتالمتحدة التي تنظر إلى الرئيس السوداني عمر البشير على أنهشبيه بصدام حسين. ويتهم سياسيون في السودان واشنطن بالتواطؤ ضد الخرطوم لضرب وحدة الأراضي السودانية وزعزعة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد وتسهيل ضرب مصر مستقبلا. وتفيد مصادر روسية بأن واشنطن باركت قيام كينيا واوكرانيا بإمداد الانفصاليين في الجنوب بالأسلحة. وتخطط الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ عقود لفصلالجنوب السوداني عن باقي السودان. وعلى الرغم من توصل الحكومة المركزية في الخرطوم والانفصاليين الى توقيعاتفاقية سلام عام 2005 يمنح الجنوب حق تقرير مصيره من خلال استفتاء شعبي عام .2011 الا أن المؤشرات الحالية لعمليات التسليح المكثفة في الجنوب تثير شكوكا حول مصير الاتفاق المبرم كما انها تعكس اجواء من انعدام الثقةبين طرفي النزاع. ويقول مراقبون ان الحكومة المركزية بدأت تستبق المخطط الجنوبي من خلالتكثيف العمليات العسكرية مؤخرا في معاقل المتمردين لقطع الطريق امام الامدادات المسلحة من الخارج. في الوقت الذي تعلل فيه القيادة العسكرية للجيش السوداني تدخلها المتواتر في الجنوب من أن الجنود يركزون على تأمين الطرق عبر دارفور لحماية قوافل المساعدات الانسانية من الهجمات من قبل جماعات المتمردين.