كشف أمين عام حزب العدالة والتنمية الأستاذ عبد الإلـه ابن كيران في استجواب أجرته معه يومية لوسوار في عددها ليوم الإثنين 13أكتوبر الجاري عن جوانب من شخصية الفقيد الدكتور عبد الكريم الخطيب؛ رد من خلالها على الأكاذيب التي ما فتئ يرددها الخصوم السياسيون عن الدكتور الخطيب ويكررونها، حتى انتهى بها الأمر كما قال ابن كيران إلى أن أصبحت تعتبر حقائق راسخة؛ ومنها دور العراب أو الوسيط الذي نسبوا للدكتور الخطيب القيام به بين الإسلاميين والقصر الملكي. يقول عبد الإلـه ابن كيران:في الحياة السياسية هناك أكاذيب، من كثرة ما تتكرر ينتهي بها الأمر إلى أن تعتبر حقائق راسخة؛ ومنها ما نسب إلى الدكتور عبد الكريم الخطيب من كونه قام بدور الوسيط بيننا وبين القصر الملكي. إن الدكتور الخطيب ليس الشخص المناسب ليقوم بدور العراب أوالوسيط هذا. لقد كان رجلا عنيدا وصارما؛ بل إنه كان أكثر صلابة منا. وأود هنا أن أقدم لكم مثالا؛ في سنة 1992 كانت لنا النية جميعا في المشاركة في الانتخابات الجماعية التي كانت ستجري في السنة الموالية. فبلغ الخبر إلى صفحات الجرائد؛ فعبر لنا الحسن الثاني عن عدم موافقته عن طريق مستشاره أحمد بنسودة. وبعد التشاور فيما بيننا قررنا الاستجابة لرغبة الملك وعدم المشاركة في الانتخابات، وعندما أخبرنا الدكتور الخطيب رفض، وحاول إقناعنا بالمشاركة رغما عن إرادة الملك. وأعتقد أن الدولة طيلة السنوات الماضية ظلت تفضل تجنب أي مواجهة مباشرة مع الدكتور الخطيب، ولدي انطباع بأن بعض المسؤولين كانوا إلى حد ما يخشونه. وعن سؤال لماذا بعث الملك الحسن الثاني مستشاره أحمد بنسودة عوض الرجل القوي آنذاك إدريس البصري؛(وهو الذي كان يقوم عادة بمثل هذه المهمات) كشف ابن كيران بأنه عندما التقى بنسودة قال له هذا الأخير: كان في الإمكان أن يبلغكم جلالة الملك رسالته عن طريق شخص آخر؛ وهي على ما أرى يقول ابن كيران؛ إشارة إلى البصري؛ وأرى أنه كان بذلك يريد أن يؤكد لنا على مدى التقدير الذي كان الملك الراحل يكنه لنا. وعندما أبلغناه بردنا؛ سألنا بنسودة عن ما الذي نريده في المقابل، فقلنا له إننا نريد شيئا واحدا؛ وصل الإيداع النهائي المتعلق بتأسيس جمعيتنا؛ وهو ما لا نزال ننتظره إلى الآن. ومن جهة أخرى أكد ابن كيران أنه بدون الخطيب لم يكن في إمكان حركة التوحيد والإصلاح أن يوجدوا في الساحة السياسية كما هم الآن. وإلا كانوا سيلجونها من أبواب أخرى أقل تشريفا لهم.