شدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق في لقاء تلفزي بث على شاشة القناة الثانية على أن ميثاق العلماء الذي دعا إليه الملك في رسالته للمجلس العلمي الأعلى يوم 27 شتنبر الماضي بتطوان هو بمثابة العهد والعقدة الملزمة التي تأكد دور العلماء في مساعدة أمير المؤمنين على حماية الدين والملة وعدم ترك المجال لأي أحد للتشويش على ذلك. وعلى المستوى الإجرائي، أوضح الوزير أن الميثاق يستهدف تحقيق تأهيل علمي للأئمة، بحيث سيلتقي كل عالم من ال1500 عالماً المشاركين في البرنامج مرتين في الشهر بالأئمة حفظة القرآن على مستوى كل جماعة جماعة، وذلك وفق برنامج ذي 4 محاور أساسية سطرها المجلس العلمي الأعلى. وتتجلى تلك المحاور أولاً في التذكير بثوابت الأمة المغربية وكيفية تطبيقها في خطاب وأحوال الأئمة، وحددها الوزير في إمارة المؤمنين والعقيدة السنية والأشعرية والمذهب المالكي، وثانياً كل ما يتعلق بالإمامة بشؤونها في الصلاة وخطبة الجمعة والوعظ والإرشاد وفق الثوابت المذكورة، وثالثا قيام الأئمة بتعليم القرآن، وتأهيل الأئمة حول كيفية محاربة الأمية.ويتعلق الشق الرابع في البرنامج بالجانب الاجتماعي، وكيفية النهوض بوضعية الإمام ليصبح شخصية اجتماعية ذات تأثير بالغ، ويتدخل في بعض الأمور ليس فقط بثنائية الحلال والحرام، وإنما باعتماد خطاب التيسير والتحبيب على حد قول الوزير. وستحتضن مساجد المغرب، البالغ عددها 40 ألف في القرية والمدينة، هذا البرنامج الضخم، بحيث يتكلف كل عالم ب 20 مسجداً، وسيساعد العلماء 600 إمام متخرج في إطار برنامج وزارة الأوقاف لتكوين الأئمة والمرشدات. من جانب آخر، رأى وزير الأوقاف أن الأوامر الملكية بالزيادة في عدد المجالس العلمية من 30 إلى ,69 لتصبح لكل عمالة وإقليم مجلسا، بأن تعبير عن وجود حاجيات دينية لدى الناس وينبغي الاستجابة إليه، بتقديم هذه الخدمة الاجتماعية. وينضاف إلى المجالس المحدثة مجلس علمي للجالية تابع للمجلس العلمي الأعلى، ويفترض فيه أن يصير مرجعية للمغاربة المقيمين في الخارج في شؤون دينهم، وسيكون للمجلس رقم أخضر للاتصال وموقع على شبكة الانترنت، وسيصدر نشرة ويقيم أنشطة ثقافية في مختلف ربوع القارة الأوروبية في إطار جمعية. ونبه الوزير على أن المطلوب هو الإجابة عن أسئلة الناس وتساؤلاتهم الجديدة في شؤون الأسرة والأفراد والسلوكات في علاقتها بالحلال والحرام، والظرفيات الجديدة التي طرأت على حياة المغاربة، وكذلك تذكيرهم بالأصول في القرآن والسنة التي تستند عليه الاختيارات التي تقررت في إطار المذهب المالكي، وتقديم ثقافة دينية عن طريق المساجد والعلماء والأئمة ووسائل الاتصال.