في الوقت الذي تتابع فيه لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأساسية دراستها لمشروع قانون رقم 05,52؛ المتعلق بمدونة السير على الطرق يوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2008، قرر مهنيو النقل الدخول في إضراب مفتوح الأربعاء 8 اكتوبر 2008. واستنكر عدد من مهنيي النقل ما أقدم عليه وزير التجهيز والنقل كريم غلاب الأسبوع الماضي، بعد رفضه استقبال التكتل الوطني للنقل، بذريعة أنه يريد الجلوس مع مهنيي سائقي الأجرة فقط. وقررت اللجنة الوطنية للنقل المنبثقة عن التكتل النقابي والجمعوي لقطاع النقل خوض إضراب وطني في قطاع النقل يوم الأربعاء، بعد فشل الحوار، وبسبب النزاع مع وزير النقل الذي انتهج أسلوبا معاكسا لمضمون الخطاب الملكي الذي أشار إلى ضرورة أن تعتمد الحكومة على الإصغاء والتشاور مع كل الجهات السياسية والنقابية، وجمعيات المجتمع المدني وفق بلاغ للجنة. وحسب المصادر ذاتها فإن المهنيين تفاجأوا الثلاثاء الماضي، بعد انتظار طويل لوزير النقل، أن هذا الأخير يخطط لزرع الخلاف داخل التكتل، مما دعا المهنيين إلى الانسحاب من اللقاء الذي كان مقررا في الوزارة، معبرا عن رفضه لهذا الأسلوب بالإجماع. ويطالب التكتل بحوار مباشر مع الوزير الأول عباس الفاسي، الذي يحمله مسؤولية الصمت، ويدعو ممثلي الأمة إلى رفض المدونة، مضيفا أنه يهدف إلى جمع مليون توقيع من جميع الشرائح المتضررة من هذه المدونة.وتأتي هذه التطورات بعيد انطلاق الدورة البرلمانية، والتي تعرف حالة من الشد والجذب بين المهنيين ووزارة التجهيز والنقل، إذ يهدد المهنيون بشن إضراب قد يخلف خسائر كبيرة في الاقتصاد، إذ يصر المهنيون على ضرورة تجميد مشروع مدونة السير على اعتبار عدم تفعيل مقتضيات الحوارات السابقة.