انتقلت إلى رحمة الله تعالى - بالعصمة المصرية القاهرة - الدكتورة منى أبو الفضل مساء الثلاثاء 23/9/2008 الموافق لـ 23 رمضان .1429 وبهذه المناسبة بعث الأستاذ أحمد الريسوني برسالة تعزية إلى زوجها العلامة الدكتور طه جابر العلواني، جاء فيها: أخانا العزيز وأستاذنا الجليل العلامة المجاهد الدكتور طـه جابر العلواني حفظكم الله ورعاكم. أسلم عليكم، وأتقدم لكم ولأسرتكم الكريمة بتعزيتي ومواساتي في وفاة زوجتكم العالمة المفكرة المجاهدة، الدكتورة منى أبو الفضل تغمدها الله تعالى بواسع رحمته وأسكنها الدرجات العلى في جناته، وأسأله تعالى أن يجزل لكم عظيم الأجر ويرزقكم الصبر والاحتساب في وفاة فقيدتنا الكبيرة. كما أتوجه بتعزيتي كذلك إلى المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الذي فقد بوفاة الدكتورة منى أحد أقطابه وأعمدته. وإن رجوع المرحومة إلى ربها راضية مرضية في هذا الشهر الكريم، شهر الرحمة والمغفرة، لهو أفضل بشارة وأفضل عزاء لنا في فقدانها، وإنا لله وإنا إليه راجعون. يذكر أن الدكتورة منى أبو الفضل من مواليد القاهرة ,1945 حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية، جامعة لندن عام ,1975 وعملت أستاذة للعلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، وكذلك أستاذة بجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية، وأستاذة زائرة بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي. وللدكتورة منى أبو الفضل إسهامات معرفية متميزة، يأتي في مقدمتها تأسيس فكرة المنظور الحضاري الإسلامي مقارنة بالمنظورات العلمانية الوضعية السائدة في مجالات العلوم الاجتماعية، وبخاصة حقل العلوم السياسية الذي تخصصت فيه، وذلك بطرح المنظور الحضاري كاقتراب منهجي في دراسة العلوم السياسية، فتلتقي كتاباتها عن التجدد الحضاري في مجموعها حول أطروحة محددة قوامها التجاوز والاستيعاب، نفيًا للثنائية بين الأصالة والمعاصرة، أو الفصام بين العلوم الشرعية والعلوم الاجتماعية، وذلك عبر النموذج المعرفي التوحيدي، الذي طرحته كنموذج بديل في إعادة بناء صرح الأكاديمية المعاصرة. كما اهتمت أيضا بتطوير حقل دراسات المرأة من منظور حضاري، فكانت تدافع عن موقع المرأة في التاريخ الإسلامي في وجه الادعاءات التي تروج حول عدم فاعليتها طوال هذا التاريخ، طامحة إلى إرساء تراكم معرفي حضاري يضمن تخطيط مناهج كفيلة عن طريق إعادة قراءة التراث وبوضع قواعد إسهام حضاري عبر مراجعة الأدبيات النسوية عمومًا، وبالذات الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمرأة المسلمة وتقديم قراءة مغايرة لما يطرحه المنظور النسوي الغربي. وفي هذا الصدد قامت بتأسيس جمعية دراسات المرأة والحضارة في القاهرة عام 2001 والتي تصدر في مجلة المرأة والحضارة، ومن قبل أسست كرسي زهيرة عابدين للدراسات النسوية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام .1998 وقد تركت د. منى أبو الفضل تراثا علميا هاما .