دشن الملك محمد السادس مرحلة جديدة من الإصلاح الديني خلال ترؤسه للدورة العادية للمجلس العلمي الأعلى يوم السبت بمسجد محمد السادس بتطوان حيث أعلن في خطابه عن إطلاق خطة ميثاق العلماء وتفعيلها وفق برنامج محدد يشرف عليه المجلس العلمي الأعلى، بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتستهدف هذه الخطة أزيد من 33 ألف إمام، يمثلون 57 في المائة من القيّمين الدينيين، سيشرف على تأطيرهم علماء يتم اختيارهم من قبل المندوبيات الجهوية للشؤون الإسلامية، ويصل عددهم قرابة 2500 عالم ومؤطر وإمام، منهم 30 عالما عن المجالس العلمية، و450 من المرشدين الدينيين الذين تخرجوا في إطار مشروع تكوين المرشدين والمرشدات، إضافة إلى عالِميْن عن كل جماعة حضرية، وعالم واحد من كل جماعة قروية، أي ما مجموعه 1700 مؤطر، إضافة إلى علماء آخرين. كما دعا أمير المؤمنين إلى إعادة النظر في خريطة انتشار المجالس العلمية المحلية، بحيث سيتم تعميمها ليكون لكل عمالة وإقليم مجلسها العلمي، بحيث سينتقل عدد المجالس العلمية من 30 مجلسا إلى 69 مجلسا بمبلغ يصل إلى 200 مليون درهم، وذلك ليتحقق ما نلح عليه من ضرورة مراعاة خصوصيات وتقاليد أهل كل منطقة، والتجاوب مع تساؤلاتهم الدينية. كما أعلن الخطاب الملكي عن تدابير أخرى منها: -إحداث مجلس علمي للجالية المغربية بأوربا برئاسة الطاهر التجكاني وهو من أفراد الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا، وعالم بارز تدرج في عدة مناصب، كان آخرها رئيس الهيئة العلمية لمسلمي بلجيكا. - تفعيل قرار إعفاء بناء المساجد من الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 50 في المائة، وذلك في سياق تعزيز الضوابط التنظيمية للمساجد بتدابير ملموسة لتحسين بنائها القانوني وتكريسا لمبدأ القرب. - إحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز مكسب تمكين القيمين الدينيين من التغطية الصحية.هذا وينتظر أن تستمر طيلة هذا اليوم أشغال دورة المجلس العلمي الأعلى، وسيركز جدول أعماله بحسب مصدر من المجلس على تفعيل الإجراءات التي جاء بها الخطاب الملكي الذي وصفه بكونه مرحلة ثانية مهمة في تأهيل الخطاب الديني، ونفى المصدر أن تتم خلال هذه الدورة المصادقة على المشروع الذي قدمته الهيئة العلمية المكلفة للإفتاء بخصوص الموقف الشرعي من القروض البنكية على اعتبار أن الخطاب الملكي سيستأثر بالنقاش والتحليل، وسيتطلب إضافة إلى هذه الدورة لقاءات اخرى حتى يتم تفعيل ما جاء فيه من تدابير.