خلص المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح إلى أنه: لا أهمية لأي نجاح سياسي إذا لم يواكبه نجاح دعوي، أي استثمار العائد الحزبي والسياسي في التسديد التربوي والتوجيه الفكري والتأطير العلمي وهو ما يعني استصحاب البعد الدعوي للمشاركة السياسية، وإعطائها زخماً بنائياً أكبر، يمكنها من الاستمرار فيما بعد المد الجماهيري الذي تحققه، ولن يكون ذلك إلاَّ بإيجاد خيط رفيع بين التَّدبير اليومي لفعل المشاركة، والتّأطير الحضاري لنتائجها المقدَّرة... وقال الحمداوي، في محاضرة حول الحركة الإسلامية والمشاركة السياسية ألقاها أول أمس الأحد بمكناس ضمن برنامج الدورة الثالثة للجامعة التربوية التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية من 19 إلى 21 شتنبر الجاري، إن فعل المشاركة السياسية ـ كما نتطلع إليه - يُقاس بحجم النَّجاح الدعوي أكثر ممَّا يقاسُ بحجم النَّجاح الانتخابي، فهذا الأخير قد ينتهي مع انتهاء لحظة المد، لكن النجاح الدعوي والحضاري الذي يستجيب لـ قابليات التَّجاوب مع الرؤية الإصلاحية العميقة للإنسان في كينونته ومنهج حياته، يسهم في إطالة مرحلة المدِّ، وإعطائها عمقها الفكري والتربوي والاجتماعي، وينعكس على رسوخ الدين في الوعي الجمعي وفي الانتماء الحضاري، وأيضا على تجذر قيم التَّدين في سلوكنا المجتمعي العام، وهي الأبعاد التي بدونها لن يكون فعلُ المشاركة السياسية سوى لحظةً عابرةً من لحظات العبور الأخرى. ومن خلال ما ذكر؛ أجاب الحمداوي بأن رهانات المشاركة السياسية للحركة الإسلامية لا تتوقف عند سقف النتائج الانتخابية والأعداد والأَرقام التي يتم تحقيقها في كل استحقاق انتخابي.