لم تكن فاطمة تتصورأن تداعيات علاقة غير شرعية جمعتها مع أحمد بائع بالمدينة التي تسكن بها، والتي نتج عنها حمل ووضع جنين بريئ، ستعصف باستقرارها ومستقبلها، فلطالما انتظرت أن يطرق أحد باب بيتها للزواج منها، لكن لم تكتمل فرحتها تلك بسبب إنجابها لطفل غير شرعي حاولت التخلص منه لكي لا يفتضح أمرها مع الزوج الذي لا يعرف شيئا عن ماضيها، قصة واقعية مؤلمة لفتاة اختارت اتباع أهوائها فخسرت مستقبلها، ذلك ما سنرصده في قضية اليوم، قضية تتكرر أمام المحاكم المغربية بشكل كبير. علاقة غير شرعية جمعت فاطمة وأحمد علاقة غير شرعية خلال شهر يناير ,2004 حيث أوهمها هذا الأخير أنه يحبها وأن علاقتهما بداية للتعارف، وبالتالي الزواج على سنة الله و رسوله، ولكي يكتمل التعارف بينهما كان يأخدها على متن سيارته خارج المدينة فتطورت المسألة إلى علاقة جنسية غير شرعية لتتوالى اللقاءات للخلوة بإحدى البيوت، وفي الوقت الذي شعرت فيه فاطمة أن علاقتها في تحسن مستمر حيث أظهر اهتمامه بها، وحبه لها، وانتظرت أنه سيفي بوعده بدأ بالمقابل يتحاشا اللقاء بها، تم بدأ يتهرب من الحديث إليها عبر الهاتف، ليقوم بإغلاقه بشكل نهائي، الشيئ الذي فهمت منه أنه لم يعد يرغب فيها. توالت الشهور دون أن تلتقي فاطمة بعشيقها الذي تنصل من وعوده لها بعد أن استغلها أبشع استغلال، وبعد طول انتظار ، تقدم لخطبتها شخص آخر. زواج لم يكتمل بعث خليل بوالدته لخطبة فاطمة التي اقترحتها عليه زوجة أخيها التي تعمل معه بالشركة حين أشار لها في حديث جمعهما برغبته في استكمال دينه، والاستقرار مع زوجة صالحة، وبعد حديث جمع الأسرتين اتفقا على الخطبة في الحين، تم قررا وقتا قريبا لعقد الزواج، وفعلا تم ذلك وأحيت الأسرتين حفلا مصغر بفاس حيث يسكن، فغادرت مريم مع عائلتها إلى مكناس لتستقر بمنزل ذويها في انتظار إحياء حفل الزفاف تحضره العائلة والجيران. بعد فترة من عقد الزواج وعلى إثر مرض ألم بها ذهبت للطبيب فأكد لها الطبيب أنها حامل في الشهر السابع، لم تشعر بهذا الحمل من قبل، ولم تكن تظهر عليها أي علامات على ذلك . أخبرت الشخص الذي تورطت معه في العلاقة غير الشرعية، بعد أن تمكنت من الاتصال به، بقصة حملها منه، فطلب منها أن تشعره حين تضع الجنين ليجد حلا له، بعد أن أوهمها أنه سيتكفل به. فأشعرت أسرتها بما حدث، لكن ارتأت هذه الأخيرة أن تحتفظ بالمولود لرعايته بعد انتقالها لبيت الزوجية. ووضعت فاطمة مولودها بعد شهرين، إثر عملية قيصرية ـ بطلب منها ـ لكي لا تفقد عذريتها لإتمام الزواج بـخليل، وبعد مغادرتها للمصحة التي ولدت بها طلبت من والدها أن يجلب لها سيارة أجرة بعد أن أوهمته أنها تود الذهاب للحمام فوضعت مولودها داخل حقيبة يدوية تم توجهت إلى الشارع تنتظر حضور والد الطفل لتمنحه له، لكنه تأخر عن الموعد، فقررت دون إيعاز من أحد أن تتخلص منه، بوضعه داخل كيس بلاستيكي أسود بعد أن وضعت على فمه شريط طبي للحد من صراخه لكي لا يفتضح أمرها لكن بدون جدوى حيث تم اكتشافها من طرف شباب كانوا يتفرجون على كرة القدم بالملعب، فانتبهوا لارتباكها وهروبها بعد وضع الكيس البلاستيكي، وبدافع الفضول اتجهوا مباشرة نحو الكيس الأسود فلاحظوا شيئا يتحرك داخله، ففتحوا الكيس ليعثروا على جنين وقد وضعت ضمادة طبية على فمه، عملوا على إزالة تلك الضمادة فبدأ الطفل بالصراخ، فأسرعوا للقبض عليها وأبلغوا الشرطة. اعتراف وحكم اعترفت فاطمة أمام الشرطة بتفاصيل ما حدث، وبعد أن تعذر على الأمن إلقاء القبض على المتهم الذي كان في حالة فرار، قدم نفسه لمصلحة الشرطة وبعد إخضاعه للبحث الأولي نفى كل المنسوب إليه. ومن جهته أكد خليل زوج فاطمة الذي استدعته الشرطة أنه منذ إجراءات العقد لم يلتق بزوجته إلا عبر الهاتف وأكد أنه كان يطالبها بزيارته لكنها في كل مرة تختلق الأعذار لكي لا تنفذ طلبه، وبالمقابل تطلب منه أن يدعو لها بأن يتيسر لها حل أحد مشاكلها، وأوضح للشرطة أنه لم يكن يعلم أنها كانت على صلة بأحد قبله، ولم يسبق أن انتبه أنها حامل، وسجل بالمقابل شكاية ضدها وأصر على متابعتها أمام القضاء. حكمت المحكمة الابتدائية الجنائية بالسجن سنة نافذة في حق فاطمة لمحاولتها قتل الجنين والبغاء، فاستأنفت القضية لتحكم محكمة الاستئناف بعدم نفاد العقوبة. وفي الوقت ذاته كان خليل زوج المتهمة قد رفع قضية طلاق ضدها، فحكمت المحكمة بفسخ عقد الزواج، وتعويضه بمبلغ يقدر بـ (ألف و خمسمائة درهم).