الاغتصاب ظاهرة اجتماعية تغزو الدول العربية والإسلامية، غير أنها لازالت عاجزة عن الحد منها رغم مواجهتها قضائيا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا، بل الظاهرة باتت تنتشر كالنار في الهشيم، ومن خلال هذا التقرير الذي استقينا رأي فئة من الشباب والشابات لمعرفة كيف ينظرون كمجتمع عربي للفتاة المغتصبة، وهل للفتاة المغتصبة الحق والأمل في الحياة الزوجية؟ وما ردة فعل المغتصبة وما عليها فعله أمام الاضطرابات النفسية التي ترافقها في حياتها؟ وهل هناك قانونا يحميها؟ وما دور الثقافة والتقاليد العربية في الأمر؟ أسئلة طرحها ميكرفون “نبراس الشباب”، وكنا معكم في الجزء الأول وأيضا الجزء الثاني والآن مع الجزء الأخير. أعد التقرير: سعيد الكرتاح – نبراس الشباب. عقاب للفاعل بمنظور الشابات. “العين بالعين”، كلمة ردت بها فاطمة 25 سنة ربت بيت، واعتبرت الاغتصاب جريمة قتل تغتال حياة فتاة مع التعذيب إلى أن يتغمدها الله برحمته، وطالبت فاطمة بالإعدام كأدنى عقوبة وأخفها ضد الفاعل، فيما حفيظة معلمة 25 سنة تتمنى لو كانت صاحبة القرار وصادرة الأحكام كي تحكم على مجرمي الاغتصاب بأشد العقوبات، لن تكون عقوبة موت ولا عقوبة العيش تقول المعلمة، بل “أجعله يعيش ما تبقى من حياته بين الموت والحياة”. تجربة حياة. لم تكن “فاطمة” تعلم أن الحياة كلها تجارب، تجارب ناجحة وأخرى وفاشلة، فاطمة طالبة جامعية تعرضت للاغتصاب وهي في العشرين من عمرها، كان ذلك ذات يوم حين اصطحبها زميلها في الدراسة الجامعية لغرفة كان يكتريها قصد المشاركة والتعاون بينهما لإنجاز بحث جامعي والمراجعة استعدادا لامتحانات نهاية السنة، فاطمة طالبة من عائلة فقيرة بإحدى القرى البعيدة عن المدينة قادمة من اجل تحقيق شي اسمه النجاح في دراستها، لكن زميل الدراسة تقول فاطمة استغل غربتها والبعد الجغرافي عن العائلة وثقتها في أي شخص ليغرق سفينة حياتها النفسية في بحر الهموم والأحزان. داخل غرفته تقول فاطمة وضعنا محافظنا لنبدأ البحث، وطلب مني الاستراحة قليلا ريثما يعود من الشارع لاقتناء بعض المأكولات الخفيفة –بوكاديوس- وبعض المشروبات الغازية. انتظرت قليلا تقول فاطمة إذا به يقول: “أطالبك بشئ وإياك أن ترفضي”، كنت مندهشتا وصدمني حين أمرني بخلع ثيابي وإلا سيقتلني، “بدأت أستنجده وأبكي كي يتخلى عن فعلته، لكن رياح جبروته أتت بما تشتهيه سفينة استنجادي، وبفضل قوته وجبروته وانعدام الإحساس والشعور الإنساني أرغمني على ممارسة الجنس، وبسبب الخوف لم أشعر بنفسي متى وقع ما وقع، استيقظت من سكرات الخديعة ووجدت نفسي فقدت كل أعز ما أملك”. لكن هذا لا يمنعني من الاستمرار في الحياة تضيف فاطمة، “فهي تجربة كلفتني الكثير، لكنني أعد نفسي وأعد كل فتاة تعرضت لنفس العقاب البشري أنني سأنتقم لهن، والرجال يعرفون بلا شك أن الله سبحانه قال في كتابه “إن كيدكن عظيم”. ماذا تقول الشريعة الإسلامية في حكم الحمل بالاغتصاب؟ قبل ست سنوات، أي سنة 2004 ميلادية، صدرت فتوى بدار الإفتاء المصرية حول حكم الحمل في الاغتصاب، وتقول الفتوى أن من حملت باغتصاب حملا غير شرعي فهو ابنها ينسب إليها لأنه تكوَّن من بويضتها وولدته من بطنها، ولا يجوز نسبته إلى أحد إذا كانت غير متزوجة، وعليها تضيف الفتوى أن ترعاه رعاية كاملة إذا وضعته، أما إن كانت متزوجة ولم تكن حاملا وقت الاغتصاب فحملت، فالولد ولدها أيضا ترعاه بعد الولادة رعاية كاملة، ولزوجها إن لم يستلحقه أن يتبرأ منه، وإن كانت حاملة من زوجها الشرعي واغتصبت فالولد ينسب إلى الزوج. لأن الولد للفراش كما ثبت في الحديث المتفق عليه. وقد قال العلماء فى الحمل الغير الشرعي : “لا يجوز إجهاضه ولا التخلص منه بعد نفخ الروح فيه، أي بعد أربعة أشهر من الحمل، لأنه نفس بريئة يحرم قتلها بغير حق، ما لم يكن هناك خطر على الحامل من تمام الحمل، أما قبل نفخ الروح فيه فهناك وجهات نظر مختلفة للعلماء، فبعضهم حرم الإجهاض مطلقا، وبعضهم أباحه مطلقا، وبعضهم كرهه مطلقا، ومنهم من قيد ذلك بعدم وجود العذر. ومن هنا يجوز لمن حملت من اغتصاب أن تتخلص من الحمل قبل نفخ الروح فيه على رأي من الآراء المذكورة. للتواصل مع الكاتب: [email protected] رابط الجزء الأول: http://www.nibraschabab.com/?p=2530 رابط الجزء الثاني: http://www.nibraschabab.com/?p=3009