وقعت شركة شل الأمريكية اتفاقاً مع سلطات بغداد المساندة من طرف الاحتلال لتقاسم الغاز، في صفقة وصفت بأنها إحدى أهم هدايا الغزو. وجاء إبرام الاتفاق المبدئي مع شركة شل النفطية الكبرى لتجميع وإسالة الغاز الناتج من حقول البترول العراقية، حيث يتوقع إنتاج يتراوح ما بين 500 - 600 مليون قدم مكعبة يوميا. هذه الصفقة التي أدهشت الكثيرين فضحت امتلاك شركة بترول الجنوب العراقية 51 في المائة فقط من أسهم الشركة المشتركة التي تعتزم إنشاءها مع شركة شل، أي أن الشركة الأجنبية ستمتلك عملياً ولمدى طويل الأجل 49 في المائة من غاز العراق. مع العلم انه قبل الاحتلال كان العراق يتحكم بنسبة 100 في ثروته النفطية والغازية. وأكدت مصادر أمريكية لمصادر اعلامية خليجية، أنه سيكون بوسع شركة شل ان تسترد استثماراتها المزمعة في هذا المشروع بالكامل في أقل من عامين، هذا إذا بيع الغاز بالأسعار العالمية الحالية، وحيث تزمع شركة شل استثمار ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار في هذا المشروع. المفارقة أن عمليات تجميع وإسالة وتصدير الغاز الناتج من حقول البترول العراقية عادة لا تستدعي تكنولوجيا عالية المستوى، بل، وحسب المصادر ذاتها، إنها عملية عادية، وان شركة شل ستلجأ لشركات أمريكية هندسية في هيوستن لتصميم هذه العملية. وبهذا ستحصل شركة شل عملياً على 49 في المائة من الغاز في حقول الجنوب العراقي من دون مقابل تقريبا. وكانت صحيفة فاينانشال تايمز قد ذكرت ان المجموعة النفطية البريطانية شل قد تصبح اول شركة نفطية من دولة غربية توقع عقدا منذ عام .2003 ويشمل العقد حوالى 20 مليون متر مكعب من الغاز يتم التخلص منها بإحراقها وتنتجها الصناعة النفطية يوميا في منطقة البصرة في جنوب العراق وهذه الكمية لو تم استغلالها محليا فهي كافية لسد حاجات البلاد من الكهرباء على ما اوضحت الصحيفة. وجاء هذا الاتفاق في وقت أعلنت شركة شل تحقيق أرباح صافية بقيمة31100 مليون دولار في العام 2007 بارتفاع نسبته 23 في المائة مقارنة مع 24400 مليون دولار في .2006 وقالت الشركة في بيان إن مبيعاتها ارتفعت بنسبة 12 في المائة لتبلغ 356 مليار دولار. وأضافت أن أرباحها ارتفعت بنسبة 60 في المائة في الربع الأخير من العام 2007 جراء بيع أصول وارتفاع أسعار النفط.