قال الجيش النيجيري ان مسلحين هاجموا محطة لضخ النفط تابعة لشركة «رويال داتش شل» ، في اليوم الثالث من قتال عنيف مع قوات الامن في منطقة دلتا النيجر. وأعلنت «حركة تحرير دلتا النيجر» أبرز جماعة للمتمردين في نيجيريا «حربا نفطية» في دلتا النيجر بعد أيام من الاشتباكات المسلحة مع قوات الامن ، وطلبت من العاملين في صناعة النفط اخلاء المنطقة فورا ، مما يهدد بتعطيل الانتاج في ثامن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وقالت الحركة في بيان ارسل بالبريد الالكتروني : «تكرر الحركة تحذيراتها السابقة لكل العاملين في النفط في منطقة دلتا النيجر كلها باخلاء كل المنشات النفطية ، ووقف الانتاج بشكل فوري ، والا لا يلومون الا انفسهم.» وقال اللفتنانت كولونيل ساجير موسى ، المتحدث باسم قوة العمل في ولاية ريفرز، ان النيران اندلعت في محطة الاكيري لضخ النفط في الولاية بعد الهجوم الذي شنه متشددون بواسطة نحو عشرة زوارق سريعة. وصرح موسى بأن المتشددين تكبدوا خسائر ثقيلة في القتال ولم يسقط قتلى بين صفوف الجنود. ولم يحدد حجم الخسائر في الارواح. وقالت «حركة تحرير دلتا النيجر»، التي عطلت هجماتها أكثر من خمس انتاج الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ، ان 22 جنديا قتلوا ، كما قتل سبعة اخرون . وجددت الحركة تحذيرها لكافة عمال النفط لمغادرة دلتا النيجر فورا ، ووسعت من تهديداتها لتشمل ناقلات النفط. والوضع الامني المتدهور في دلتا النيجر، التي تضم قطاع النفط النيجيري اكبر عائق للنمو الاقتصادي في اكبر دولة من حيث تعداد السكان بقارة أفريقيا. وقالت «حركة تحرير دلتا النيجر» انها هاجمت محطات ضخ ، ومصنعا للغاز ، وخطوط انابيب نفطية ، بينها منصة تديرها شركة «شيفرون» في كولا. وأضافت أن22 جنديا نيجيريا قتلوا ، لكن متحدثا باسم الجيش نفى وقوع أي خسائر بشرية في صفوف الجيش. وأكد مسؤول في الشركة وقوع هجوم على احدى منصاتها النفطية ، لكن الانتاج كان متوقفا بالفعل نتيجة لمشاكل في خط انابيب نجمت عن هجوم سابق في اواخر يوليوز الماضي. وقال مقاتلو الحركة انهم هاجموا أيضا مصنعا للغاز تديره شركة «شل» في سوكو ، وخطوط انابيب في نيمبي كريك. وقال متحدث باسم الشركة ان الشركة تتحقق من صحة هذه التقارير. وزاد انعدام الامن في دلتا النيجر في اوائل عام2006 عندما بدأ المتمردون ، الذين يقولون انهم يقاتلون من اجل المزيد من السيطرة المحلية على الثروة النفطية بالمنطقة الفقيرة، تفجير انابيب النفط ، وخطف العمال الاجانب. وبدأ القتال الضاري ، يوم السبت الماضي، في تومبيا ، بولاية ريفرز. وقالت مصادر أمنية ان الجيش النيجيري والقوات البحرية والجوية تشارك في الاشتباكات التي اتسع نطاقها ، منذ السبت الماضي، لكنها ظلت مقتصرة على ولاية ريفرز. ويواجه الرئيس النيجيري ، أومارو يار ادوا ، ضغوطا متزايدة ليحقق الاستقرار في دلتا النيجر، وهو واحد من عدة عهود قطعها على نفسه عند توليه المنصب قبل16 شهرا. واعلن الرئيس النيجيري عن حقيبة وزارية جديدة لعلاج مشاكل دلتا النيجر ، لكن المتمردين رفضوا ذلك لانه من غير المرجح أن يحقق نجاحا اكثر من الجهود الماضية. ومنذ ظهورالحركة ، في بداية2006 ، كثفت هجماتها ، وعمليات خطف الاجانب ، وعمليات تخريب في البر والبحر ، متسببة في خسارة البلاد لربع انتاجها اليومي من النفط. ويتراوح انتاج نيجيريا حاليا بين8 ,1 ومليوني برميل يوميا ؛ وكان قبل عامين في حدود6 ,2 مليون برميل يوميا. وتطمح السلطات الى تحقيق انتاج4 ملايين برميل في 2010 ، وهو هدف يقول معظم المختصين انه غير واقعي. ويبدو انه يتعين اخذ تحذير «حركة تحرير دلتا النيجر» مأخذ الجد ، خصوصا انها نفذت ، في يونيو الماضي، هجوما على منشأة هامة جدا لانتاج النفط تابعة لشركة «شل»، وذلك على بعد120 كلم من ساحل جنوب لاغوس. وكانت الحركة وجهت في السابق عدة تهديدات للسلطات والشركات النفطية. ولئن تواصل انتاج النفط، فان حجم انتاج نيجيريا خسر، في غضون عامين ، ربعه ، كما خسرت نيجيريا موقعها كاكبر منتج افريقي للنفط لمصلحة انغولا. وتبدو السلطات عاجزة عن مواجهة الوضع في دلتا النيجر ازاء ما تملكه «حركة دلتا النيجر» التي تقول انها تدافع عن فقراء المنطقة, من اسلحة هامة وقدرات لوجستية تبدو هامة. وفي ماي الماضي، وبمناسبة الذكرى الاولى لتوليه السلطة, كان الرئيس اومارو يار ادوا ، اعلن عن قمة حول دلتا النيجر «في غضون ثمانية اسابيع كحد اقصى», غير ان هذه القمة لم تعقد ابدا. واعلن في الاونة الاخيرة عن احداث وزارة للتنمية وتهدئة الوضع في هذه المنطقة, وهو الامر الذي اعتبرته حركة التمرد «وسيلة اخرى للفساد والمحسوبية السياسية». وكان الرئيس قال لوكالة فرانس برس «مع كل ما نقوم به, اعتقد انه يتعين ان نرى نهاية الكابوس في غضون السنوات الثلاث المقبلة».