كشف استطلاع تلفزي أنجزته قناة فرنسا الدولية 24 ساعة، بث يوم الأحد 31 غشت 2008، أن 30 ألف مغربي يعمل في صناعة الخمور؛ 20 ألفا في زراعة العنب، و10 آلاف في مجال تصنيع وتعبئة وتوزيعه في كافة أنحاء المغرب، وهي الصناعة التي تسيطر شركة زنيبر (لسوليي دو مكناس) على 85 % منها، وتوجه أغلب إنتاجها إلى المغاربة المسلمين. وتعليقا على هذه الأرقام، اعتبر نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح مولاي عمر بنحماد أن هذه المعطيات تجليات عدة لاستفزاز واحد يهدد هوية وقيم المغرب، مضيفا أن فرنسا التي زرعت عنب الخمر في المغرب إبان الاحتلال تتابع تركتها، معبراً عن أسفه لسوء تدبير السلطات المغربية لهذا الملف ضدا على إرادة المجتمع والناس، والعديد من الفاعلين السياسيين كحزب الاستقلال والعدالة والتنمية. وأشار بنحماد في تصريح لـ التجديد أن هناك جهات بالمغرب ترعى صناعة الخمور وتشجعها، وهي نفسها التي تجرأت على تنظيم عيد تذوق الخمور بمكناس في اليوم نفسه لصلاة الاستسقاء، قبل أقل من سنة. وأضاف المتحدث نفسه أنه فضلا عن المخالفة الشرعية الواضحة فإن الأرقام لا تسعفنا لمعرفة حجم الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تخلفها آفة الخمر، من حيث عدد الأرواح التي أزهقت والأسر التي شردت، والمرضى والمصابين جراء حوادث السير التي كانت سببها سائق مخمور. وحسب قناة فرنسا الدولية فإن مبيعات الخمور بالمغرب تحقق مليار و100 مليون درهم (100 مليون أورو) سنوياً، وتصل المداخيل التي تجنيها خزينة الدولة 495 مليون درهم (45 مليون أورو) عبارة عن ضرائب ورسوم المطبقة على إنتاج وتسويق الخمور. ويتوقع أن تتسع صناعة الخمور في المغرب مساحة وإنتاجاً مع فوز مجموعة ديانا لإمبراطور الخمر زنيبر في صفقات تأجير الجزء الثاني من أراضي الدولة الفلاحية لشركتي صوديا وصوجيطا (38 ألف هكتار)، بحيث حازت على قطعة أرضية في مكناس وأخرى في بركان، بعدما فازت في الشطر الأول من العملية قبل سنتين على 4 قطع أرضية، في وقت تمتلك الشركة ألفي هكتار من أراضي عنب الخمور في مناطق جبال الأطلس المتوسط، وينتج نحو 25 مليون قنينة. وقد أورد الربورتاج الذي أعدته القناة شهادة لأبي بكر بلكورة عمدة مكناس عن حزب العدالة والتنمية، قال فيها إنه رغم العائدات التي تجنيها الدولة من وراء الخمور على الصعيد الجبائي، إلا أن الشريعة الإسلامية واضحة بهذا الخصوص، إذ لا مكان لاستهلاك الخمور في حياة المسلم، ونحن لا نمانع من إنتاجه بالمغرب وتصديره وبيعه لغير المسلمين، بيد أن المعطيات الميدانية تشير إلى أن 88 % من قنينات الخمور المنتجة في المغرب تستهلك داخلياً، فمن أصل 34 مليون قنينة توجه 30 مليونا منها للسوق الداخلي. يشار إلى أن أبرز مراكز إنتاج الخمور توجد في مناطق مكناس وفاس (زرهون، سايس وكروان وبني مطير)، وبالجهة الشرقية (بركان وأنجاد)، فضلا عن بلعوان بنواحي الدارالبيضاء وأسفي ودكالة...وقد انطلق الشهر الماضي موسم حصاد العنب المخصص لإنتاج الخمور بمنطقة مكناس، ويتوقع أن يستمر إلى غاية نهاية شتنبر الجاري.