قال الدكتور كمال الهلباوي أن الأمة الإسلامية يوم الأربعاء 20 غشت 2008 في حاجة إلى مؤسسات للبحث المستقبلي لتجاوز الرؤى الشخصية التي يسطرها العلماء و المثقفون، مؤكدا في محاضرة له تحت عنوان تجارب العمل الإسلامي نظمت أول أمس الأربعاء على هامش فعاليات الملتقى الوطني السادس لشبيبة العدالة و التنمية المقامة بمدينة أكادير أن الذي يحمي الأمة من الاختلاف هو اجتماع فقهائها وعلمائها في مراكز للقيام بأبحاث مؤسساتية على غرار ما هو موجود في أمريكا التي تحوي ألف مؤسسة من هذا القبيل. وأوضح الهلباوي أن الحديث عن تجارب الحركة الإسلامية المعاصرة على مستوى ممارسة الحكم ليس مهما بالدرجة التي تصل إلى الجلوس للتفكير في آليات وطرق تطوير و تحسين وتنمية هذه الحركات بالنظر إلى ما وصلت إليه من نتائج لم تكن في مستوى التطلعات والانتظارات، مرجعا ما أسماه بالفشل الذي لزم مسار التجربة السياسية للحركة الإسلامية سواء في أفغانستان أو السودان أو الجزائر إلى عدم توحد مكوناتها و غياب الحد الضروري من الممكنات الاجتماعية و المؤسساتية وتحميل بعضها كما حدث في أفغانستان أكثر ما في طاقتها رغم ما في البلد من جهل وتخلف وأمراض وفقر ونقص للموارد. وفي السياق نفسه، وصف الدكتور سلطان من قطر مسار النهضة الإسلامية الذي قاده محمد ص بكونه مسارا تراكميا وضع بذوره الأولى هذا النبي العظيم، ثم جاءت الدولة الأموية و العباسية لتتماه و تصلا به إلى منتهاه. وأضاف سلطان الذي كان يتحدث أمام 1500 مشارك في ملتقى شبيبة العدالة و التنمية ليلة الثلاثاء المنصرمة حول احتياجات القيادة في العصر الجديد أن المجتمعات التي لم يتيسر لها أن يكون لها ما أسماه بمسار الاحتشاد لن يكون لها مسار تراكمي يمكن به أن تحقق النهضة الحضارية المبتغاة.