واصلت المقاومة العراقية قصف قواعد قوات الاحتلال الأمريكي، لتؤكّد أن الحديث عن تراجع عملياتها ليس صحيحًا، حيث قصفت كتائب صلاح الدين الأيوبي الجناح العسكري للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) قواعد الاحتلال الأمريكي في ديالي والمدائن وقاعدة البكر بأربعة صواريخ، وتأتي هذه العمليات ضمن حملة الـ100 يوم التي أطلقتها جبهة جامع في الأول من شهر ماي 2008، وتضمنت 85 عملية مُصَوّرة. وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الأمريكي يوم الجمعة 1 غشت 2008 مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرَيْن في حادث وصفته بأنه غير قتالي في محافظة نينوى ليبلغ عدد الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا خلال شهر يوليو 10 جنود فقط، وهو الأقل خسائر منذ عام 2003م، حسب ادعاءات البنتاجون. وبمقتل هذا الجندي تكون حصيلة خسائر قوات الاحتلال الأمريكية في العراق منذ بدء العمليات العسكرية في مارس من العام (2003م) وحتى الآن (4127) قتيلاً. وأبدت جامع تعجبها من هذه البيانات الأمريكية، مؤكدةً أنها لا تعرف إلى الآن ماذا يعني مقتل وإصابة جنود قوات الاحتلال في حوادث (غير قتالية)، وتساءلت: إذا كان الحادث (غير القتالي) يسقط فيه مثل هذا العدد، فكم هو عدد جنود الاحتلال الذين يسقطون يوميًّا في (الحوادث القتالية)؟! وأشارت هيئة علماء المسلمين في بيان لها حول طلب بعض أعضاء مجلس محافظة كركوك من الأكراد ضمّ المدينة إلى ما يسمَّى بإقليم كردستان إلى أن هذا الطلب أوضح بعض المستور، وكشف النوايا التي يضمرّها الساسة الأكراد، تجاه شركائهم في الوطن. واعتبروا أن الطلب يفتقر إلى الشرعية التي تستمد من موافقة الشعب العراقي في استفتاء حرّ، وإرادة مستقلة، في بلد محرر، مشيرة إلى أن هذا كله لم يحدث بعد. وشدّدت على أن هذه الخطوة مردودة على أصحابها، ولا وزن لها، وعلى من قام بها أن يعلم بأن الثمار والمكاسب التي يحصل عليها في ظلّ الاحتلال لا قيمة لها؛ لأنها فاقدة للشرعية تمامًا، ولأن الشعب العراقي بما فيهم أبناؤه الكرد الأوفياء لن يسامحوا من تعاون مع المحتل ضد مصالح البلاد وأبنائها. وأدانت الهيئة الطلب، مؤكدةً أن عمر الاحتلال قصير، وأن عمر المتعاونين مع الاحتلال والمستفيدين من وجوده أقصر منه، مطالبةً أبناء كركوك ألا يقعوا في فخّ الفتنة التي يراد لها أن تندلع كي يقوم هؤلاء الساسة بخلط الأوراق واستغلال الفوضى لتصفية خصومهم، وفرض الواقع الخاطئ. وأوضحت أن قضية كركوك هي محلّ نظر القوى الوطنية المناهضة للاحتلال، وأنها تمتلك الرؤيا والإرادة القادرة على حلّها في الوقت المناسب حلاًّ عادلاً، يرضي جميع الأطراف ويحقق الأمن والاستقرار لها ولأهلها وللعراق كله. وكانت تقارير للاحتلال الأمريكي قد زعَمت أن المقاومة بدأت تتراجع خلال الأشهر القليلة الماضية، مما يعدّ انتصارًا لها، مشيرةً إلى أن عددًا من مقاتلي القاعدة بالعراق عاد للقتال ضمن صفوف القاعدة في أفغانستان.