أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن معظم المواطنين الذين جرى توقيفهم عقب جريمة مجزرة بحر غزة أطلق سراحهم، منتقدة دعوة الرئيس محمود عباس للحوار، معتبرة أنها تأتي لصرف الأنظار عن المجزرة البشعة التي تبنتها حركة فتح . وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في مؤتمر صحافي بمدينة غزة الأحد 27-8-2008: نحن نستهجن تركيز وسائل الإعلام على الاعتقالات في غزة والأرقام المبالغ فيها، فيما تناست تلك الوسائل مواصلة الأجهزة الأمنية في الضفة اعتقال أبناء الحركة الإسلامية . وأضاف إن مداهمة بعض المؤسسات في القطاع جاء على خلفيات أمنية وقد تم مصادرة كميات من المتفجرات من الكثير من هذه المؤسسات ، مبيناً أن بعض تلك المؤسسات كانت تستخدم كأداة للتحريض والتآمر لإعادة الانفلات الأمني في غزة. أحداث الضفة وحذر الناطق باسم حماس الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية من تداعيات استمرار الملاحقة الأمنية للمقاومين هناك، مشيراً إلى أن تلك الأجهزة شنت حملة اعتقالات خلال اليومين الماضيين طالت ثلاثين مواطناً من أبناء الحركة في نابلس, إضافة لحملة الاعتقال والاستهداف لأبناء الحركة ومؤسساتها على مدار العام الماضي. وجدد أبو زهري اتهام حركته قيادات التيار الخياني الهارب من غزة المسئولية الكاملة عن ارتكاب مجزرة شاطئ غزة، وقال إن تبني كتائب العودة المسئولية عن المجزرة ومباركة تلفزيون فلسطين يؤكد أن هؤلاء يقفون خلف تلك الجريمة . واعتبر الناطق باسم حماس تصريحات الرئاسة الفلسطينية بأن الجريمة ناتجة عن خلافات داخلية في حماس هي محاولة للتستر على دور فتح في الجريمة، مؤكداً أن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة الذي قال فيها إن الجريمة ناتجة عن غياب السلطة الشرعية عن غزة وأنها ستستمر إذا ما استمر غياب السلطة الشرعية هو دليل على الدوافع السياسية لهذه الجريمة. أسف بلا معني من جهة أخرى، اعتبر أبو زهري تصريحات رئيس السلطة محمود عباس في القاهرة بشأن بدء الحوار هي تصريحات عديمة الجدوى وتهدف إلى صرف الأنظار عن مجزرة غزة . وقال: إن أسف أبو مازن على المجزرة هو كلام بلا معنى في ظل احتفال تلفزيون فلسطين التابع للرئاسة وغيره من إذاعات فتح بمجزرة غزة والمباركة لأبناء فتح بها مما يعد تبنيا رسميا من فتح بالمجزرة، وتحريضا على استمرار القتل وخروجا عن كل القيم والمعايير الأخلاقية والوطنية . وأضاف: إن مطالبة حركة فتح في الضفة الغربية بإنشاء لجنة محايدة للتحقيق في مجزرة بحر غزة محاولة منها لتجاوز الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة, متسائلاً: كيف يطالب الجاني بلجنة محايدة بعد أن أعلن بشكل صريح مسئوليته عن الجريمة ؟. ودعا أبو زهري الحكومة الفلسطينية في غزة لبذل كل الإجراءات اللازمة لضمان استمرار حالة الاستقرار الأمني، وعمل ما يلزم لملاحقة المجرمين القتلة وتقديمهم للعدالة. في سياق منفصل، نعى أبو زهري باسم حركة حماس بكل إكبار المجاهد الكبير الشهيد القسامي شهاب الدين النتشة الذي استشهد بعد طول ملاحقة وبعد اشتباك استمر أكثر من 12 ساعة مع الاحتلال الإسرائيلي، داعياً في الوقت ذاته كتائب القسام في الضفة الغربية للرد على هذه الجريمة والتي وصفها بأنها تعد إحدى ثمرات التنسيق الأمني .