اصبحت للمهرجانات السينمائية الوطنية و بالخصوص المحلية دورا هاما ليس فقط في جلب الانظار اليها بل و في دعم السينما المغربية و التعريف بفنانيها و مخرجيها لدى شريحة شعبية عريضة من المجتمع المغربي. فالمهرجانات الدولية التي تقام على ارض المملكة عادة ما تكون محصورة على فئة ذات خصوصية ثقافية معينة . كما ان الجمهور ، كما الفنانين المغاربة، يحس بالتمييز فيها بينه و بين فئات اجتماعية اخرى. لكن المهرجانات المحلية، كمهرجان سينما الهواة بسطات او مهرجان السينما العربية للفيلم القصير بافران الذي يعيش دورته العاشرة اليوم و غيرها، تسمح بتلاحم انساني ما بين الجمهور، بكل فئاته العمرية، والفنانين المغاربة الذين يحضرون ويدعمون هذه التظاهرات الفنية. وتجدر الاشارة إلى أن عددا من الاسماء السينمائية الوازنة اليوم انطلقت من مثل هذه المهرجانات. و يمكن القول أن هذه المهرجانات، رغم ضعف الامكانات، وإلى حد كبير، كسبت الرهان سواء على مستوى المواد المبرمجة او التيمات المختارة كالسينما و التنمية الجهوية، اوحتى استقطاب فنانين من خارج أرض الوطن كماهو الشأن بالنسبة لمهرجان إفران للفيلم القصير الذي يكرم السينما الفلسطينية في وقت لم تلتفت اليها المهرجانات السينمائية المغربية الدولية. فحضور مخرج سينمائي فلسطيني من غزة ومعه مخرجة مصرية واخرون من لبنان و فرنسا و بلجيكا ، بالاضافة الى تكريم الفنانين المغاربة وحضور نقاد و سينمائيين مغاربة، يؤثر ايجابا على مسيرة هذا المهرجان. و هناك مسألتين هامتين لا بد من أخذهما بعين الاعتبار حتى تمر المهرجانات السينمائية المحلية في احسن الظروف. المسالة الاولى تتمثل في توفير قاعات للعرض باجهزة تقنية حديثة كما هو الحال في دور العرض السينمائية حتى تتمكن الافلام من اخذ حقها في المشاهدة . و هنا يمكن للجماعات المحلية ووزارة الاتصال و الثقافة ان تكون لها الريادة في ذلك. و يمكن الاستفادة من هذه القاعات في اشياء اخري. المسألة الثانية تتعلق بدعم الصحافة لهذه المهرجانات و الترويج لها و تقييمها، خصوصا الصحافة المكتوبة المعروفة باهتماماتها بالحقل السينمائي المغربي و التي إن غابت تضر بتألق و مسيرة المهرجانات المحلية. و في الاخير، فان تظافر الجهود من طرف جميع الجهات شيء ضروري من اجل الخروج بهذه المهرجانات من المحلية الى العالمية، و حتى نضمن كذلك عودة السينما الى قلب اهتمامات المواطن المغربي المتعطش لسينما تعبر عن هويته و عن قضاياه اليومية.